ما تلك كلها في فنون الشعر؟ ما هي في ضروب الموسيقى؟ بل ما هي في غرائب الأحلام، وعجائب الآمال والأماني؟
إنما هذا كله، هذا الذي تراه بناء، أو لحناً أو غناء، أو أحلاماً أو أماني أو أوهاماً - ظاهر باطنه أروع، ولفظ معناه أجمل، وعلانية سرها أجل، وصوت دلالته أدق، وصورة معناها أرق.
وإنما باطنه هذان القبران. قبر السيدة التي شيد لها كل هذا الفن، وقبر الزوج المحب الوفي الذي ترجم عن حبه ووفائه بهذه الأشعار، مصوغة من الأشجار والمياه والأحجار. ومثل الفكر البشري والحضارة الإنسانية، وعظمة الدول الإسلامية في بناء كعنوان الكتاب، تقرأ وراءه تأريخاً وتأريخاً، وقصصاً وعبراً، على هذا البناء الذي بقي على الدهر تمثال للجمال والحب والوفاء.