للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يفضي إلى نزاع، ولا يؤدي إلى ظلم.

هذه هي أصول الدين التي يتفرع منها كل ما سواها، وقد تضافر رسل الله أجمعون على تبليغها، وبذل كل واحد منهم في سبيل تقريرها والتمكين لها ما ملكه الله من جهد وآتاه من عمر، وتلقوها عهداً من الله يبشر فيه سابقهم بلا حقهم. ويؤيد لا حقهم سابقهم، وفي ذلك يقول الله عز وجل (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً) (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري؟ قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين).

والقرآن الكريم يسوق لنا قصص الأنبياء الذين أرسلهم الله أقوامهم فنجد الرسالة التي جاءوا بها تكاد تتفق حتى في الألفاظ التي تحدث بها كل رسول:

ففي سورة (هود) يقص الله علينا أن نوحاً قال لقومه: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون) ز

وأن صالحاً قال لقومه: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها).

وأن شعيباً قال لقومه: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان).

ويقص القرآن علينا مثل ذلك أيضاً في سورة الشعراء: يذكر نوحاً وقومه فيقول: (كذبت قوم نوح المرسلين إذا قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون، إني لكم رسول أمين، فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين).

ويذكر هوداً وقومه فيقول: (كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون، إني لكم رسول أمين، فاتقوا الله وأطيعون، وما أسألكم عليه من اجر إن اجري إلا على رب العالمين).

ويذكر بهذا النص نفسه صالحاً وقومه، ولوطاً وقومه، وشعيباً وقومه، فيبين لنا أنه لا اختلاف حتى في التعبير، ولذلك يقول الله عز وجل: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة).

<<  <  ج:
ص:  >  >>