للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الشيخ:

- لست أدري يا بني؛ ولكني أتوقع كلما وقعت عيناي على أنقاضها أن أحداثاً ستحدث في هذا المكان، وتزدحم على ذكريات الماضي وصوره الحمراء الدامية. . .

ثم صمت الشيخ وأطرق، وسرحت خواطر الفتى إلى واد بعيد.

وتعاقبت السنون، ومات الشيخ، وأيفع الفتى ثم اكتهل وبرقت في فوديه شعرات بيض؛ ونسى كل ما كان من حديث أبيه؛ ونسى أهل الكوفة ما مر بهم من أحداث وما وقع في القلعة من حوادث؛ ولكن أنقاض القلعة ظلت مركومة حيث كانت. . .

(ومر الفتى ذات يوم بالمكان فتذكر، ووقع في وهمه أن شيئاً ما سيحدث. . .

(ومضت أيام، وحدث شيء. . .

من وراء أنقاض القلعة المهدمة بالكوفة بدأت طلائع الزحف العباسي إلى دمشق، لتحطيم عرش بني مروان!!

وتنفس الفتى نفساً عميقاً حين بلغه النبأ، وقال في ثقة واطمئنان: آمنت بأن لكل باغ مصرعاً. .!

محمد سعيد العريان

<<  <  ج:
ص:  >  >>