القناطر. عندما يخترق المدن بأسنان نيرانه التي تلتهم المراجل أو عندما يقفز الأنهار بوثبات أسرع من وثبات الوعل، وقد حما قفزه.
- ١١ -
ما لم يسهر الملك ذو العينين الزرقاوين على طريق البخار. ما لم يحلق فوقه ويحميه وسيفه بيده؛ ما لم يعد كل دفعة من دفعات الرافعة. ما لم يستمع الى كل دورة من دورات العجلة في رحلتها الجبارة. ما لم يلق ببصره على الماء وبيده على النار كي يتهلل الموقد السحري بالنصر. كفانا حجر صغير يلقيه طفل!
- ١٢ -
لقد عجل الإنسان بركوب ذلك الثور الحديدي الذي يدخن ويصفر ويخور، وما يعلم أحد ماذا يحمل هذا الأعمى الخشن في جوفه من زوابع عاصفة! ها هو المسافر يسلمه راضياً كنوزه! ويلقي إليه بوالده العجوز وأبنائه رهائن كما كان يفعل الفينيقيون بما يقذفونه في جوف ثورهم المشتعل ناراً ليرده ترابا يلقيه تحت أقدام اله الذهب.
- ١٣ -
على أنه يجب أن نقهر الزمان والمكان، فأما نصر وأما موت. التجار يتنافسون، والذهب يتساقط كالمطر من دخان البخار الذاهب! الزمان والغاية هما العالم في نظرنا! كل يقول لنفسه هيا، ولكن لا سلطان لأحد على ذلك التنين الذي اخترعه أحد العلماء. أننا نلعب بما هو أقوى منا جميعا!
- ١٤ -
وعلى كل ليختط كل شيء سبيله، وليخدم النظر العمل فيحمله على أجنحة النار ما أتسع رحاب قاطرات البائع لكل نبيل، وما خدمت شريف العواطف. لتحل البركة على التجارة ذات الرمز الموفق ما دام الحب الذي يعبث بالمعقول قد أصبح في مكنته أن يخترق في يوم دولتين كبيرتين!. ٠
- ١٥ -
ومع هذا فما لم نكن إزاء صديق يرسل صيحات اليأس، وحياته مهددة بالخطر. أو إزاء فرنسا التي تدق البوق لتدعونا الى ساحات الوغى أو اتصال العلم أو إزاء أمٍّ تحتضر في