للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على هذا الرأي لم يتحول عنه أحد منهم، ولن يتحول بأذن الله. وإجماع هؤلاء الرجال هو إجماع أمم المغرب كلها، شعوبا وأفراداً وهؤلاء الرجال هم الذين شردتهم فرنسا أو أسبانيا وسجنتهم ونفتهم واضطهدتهم وباعدت بينهم وبين أهليهم وحلائلهم وأبنائهم وأرادت أن تعصم أعوادهم فلم تجد باساً ومضاءً ومصابرة وجهاد في سبيل الحق الأول لكل شعب وهو الحرية والاستقلال. وهؤلاء الرجال هم الذين بقوا إلى اليوم لا ينخدعون بما انخدعت به أمم من قبلهم من مفاوضات ومعاهدات ومحادثات، وسياسات خربة خراب ذمم اليهود. ومن هؤلاء الرجال وحدهم يؤخذ حديث ما بين فرنسا والمغرب، وعلى هؤلاء الرجال وحدهم يعتمد، والى هؤلاء الرجال وحدهم تلقى شعوب تونس والجزائر ومراكش بالمقادة، بعد أن جربتم وعرفتهم واطمأن قلبها إليهم والى ما يأتون وما يذرون. وهم رجال يعملون ولا يدعون ولا يتظاهرون ولا يخادعون الناس بشيء لم يكن، أو بسلطان لهم لم ترضه بلادهم وشعوبهم وهم قائمون على الدعوة إلى تحرير بلادهم ولهم مكاتب في مصر والشام وفي فرنسا وإنجلترا وأمريكا، لم تزل تتكلم بالكلمة الواحدة التي لا حول عنا وهي: (لا مفاوضة إلا بعد الاستقلال). فما هو أذن (حزب الشورى والاستقلال) الذي أتخذ لنفسه رئاسته محمد بن الحسن الوزاني هداه الله، خطاه أنه حزب كما تسمى الأحزاب، ولكني أعلم ويعلم كل من وقف على حقيقة النبأ في بلاد المغرب، أنه حزب لا يتبعه من شعب مراكش أحد إلا من شذ عن إجماع أمة قد جاهدت منذ سنة ١٩١٢. وظلت تقاتل فرنسا وإسبانيا إلى سنة ١٩٣٣ لم تضع السلاح إلا بعد أن فنيت صفوة المجاهدين وقل الزاد وعز السلاح وحوصروا حصارا شديدا أكثر من إحدى وعشرين سنة كاملة.

وما أظن أحدا نسى جهاد البطل الذي أذل هامات الأسبان والفرنسيس حتى خدعوه وأمنوه ثم غدروا به وهو الأمير محمد أبن عبد الكريم الخطابي.

أن هذا الحزب الذي قدم إلى المقيم الفرنسي الباغي الجنرال جوان (مذكرة إضافية لتعمل حكومة باريس على تحقيق ما ورد فيها بما يحفظ حسن العلاقات مع فرنسا) لا يعبر البتة عن عزيمة شعب مراكش، بل يعبر عن رأي رئيس الحزب ونائبه وحدهما؛ فنحن نعلم علم اليقين أن حزب الاستقلال، وحزب الإصلاح في مراكش، هما صاحبا الرأي الأول والأخير في هذا الأمر الذي يتعلق بإجماع الشعب المراكشي، وأن الأمة المراكشية كلها من

<<  <  ج:
ص:  >  >>