نشرت الأهرام، وهي في مستهل عامها الرابع والسبعين، نص الصيغة التي كتبت للترخيص بإصدارها سنة ١٨٧٥، وهو:(رخصت الخارجية لحضرة سليم تقلا باشا بإنشاء مطبعة تسما (بالألف) الأهرام، كائنة بجهة المنشية بإسكندرية، يطبع فيها جريدة تسمى الأهرام تشتمل على التلغرافات والمواد التجارية والعلمية والزراعية والمحلية وكذا بعض كتب كمقامات الحريري التاريخية والحكمة والنوادر وما يماثل ذلك وقد أمرت الخارجية محافظ الإسكندرية بعدم المعارضة للمذكور في إنشاء المطبعة المحكي عنها)
ولا شك أن مقارنة هذا النص الذي كتب منذ نحو ثلاث وسبعين سنة، بما يكتب الآن تقفنا على مدى التقدم الكبير في أسلوب الكتابة وقد أتفق أن قرأت هذا عقب ما كتبته عن محاضرة الدكتور طه حسين بك إلى قال فيها أننا لم نتقدم في حياتنا الأدبية عما يقابل ركوب الحمر في حياتنا المادية وما أطن أحدا يشك في أن المدى بين ما يكتبه الآن الدكتور طه مثلا وبين تلك الكتابة أبعد بكثير مما بين ركوب السيارات والطيارات وبين ركوب الحمر.
ولست أدري لم خص كاتب ذلك الترخيص (مقامات الحريري) كأني به أراد أن يذكر (الأدب) في جملة ما ستطبعه (الأهرام) والكاتب التحرير يسمع أن مقامات الحريري من كتب الأدب، فعبر به عنه. ولكن هل نشرت الأهرام كتاب مقامات الحريري. .؟ لعلها لم تنشر عنه شيئا فيما مضى من عمرها المبارك.
الزهراء:
كنت قد قرأت في العدد (٧٥٥) من الرسالة ما كتبه الأستاذ حبيب الزحلاوي في مسرحية (الناصر) وقد استرعى انتباهي منه قوله في صدد نقده للمسرحية من حيث ضعف الجانب العربي فيها وغلبة الشخصيات العربية سوى الزهراء زوج الناصر).
ولم تكن الزهراء زوج الناصر، ولا في أصل التاريخ ولا في المسرحية بل كانت جاريته، وهي بحكم هذا ليست من الشخصيات العربية.