ولعل القارئ أن يتبرم بهذا الإلحاح في البحث عن تفسير لعنوان شاء مؤلف أن يتوج به كتابه، وأن يجد في هذا البحث إرهاقاً له وللمؤلف. . .
ولكنني في بعض الأحيان أتعلق بأمور صغيرة أسمى للكشف عما يقصد بها، في حين تفوتني أموركثيرة، أهم منها خطرا فلا أحاول فهم أغراضها.
وبعد، فإن قراء العربية يعرفون الأستاذ حبيب الزحلاوي قاضيا له طريقته في تأليف الأقاصيص، وأسلوبه في سرد الحواث، ومذهبه في وصف الشخصيات وتحليلها، وأغراضه الاجتماعية التي يرمى إليها في أكثر القصص التي يكتبها. واذكر أني قلت كل الخير الذي أعتقده في أدب الأستاذ الزحلاوي القصصي عندما نشر المجموعة الأولى من أقاصيصه بعنوان (شعاب قلب).
تلك الطريقة نفسها في سرد وشرح البواعث التي دفعت بأبطال الأقصوصة إلى إتيانها، والتوسل بهذا الشرح لتحليل نفسية بطل القصة. كل هذا في حبكة قوية، وربطة محكمة واسترسال قد يتعدى في بعض الأحيان حد الأقصوصة. ولا تخلوا أقاصيص الأستاذ الزحلاوي من وصف لحياة المجتمع أو نقد لبعض عاداته، وتستطيع أن تقرا أية واحدة من هذه الأقاصيص التي تتألف منها هذه المجموعة فانك واجد فيها غرضا اجتماعيا بارزا فهذه أقصوصة (لقيط) يصور فيها سريا متزوجا خفية عن أهله بفتاة يونانية أنجبت له غلاما، ولكنها عندما كانت بالمستشفى تضع أبنها، عرفت أنه تزوج بفتاة مصرية، وانقطع من زوجته الأولى، فاضطرت إلى العودة إلى أهلها، بعد أن أودعت أبنها أحد ملاجئ أبناء السبيل.
وكذلك نجد مثل هذه الأغراض في أقاصيص (بكارة) و (غاية المرأة) و (الغريق) و (يتيم) وفي أكثر هذه الأغراض نجده.
والأستاذ الزحلاوي في أكثر هذه الأغراض التي يتوخاها، ينحي ناحية إنسانية في عاطفة سليمة وإحساس مستقيم. ويجب أن نخص بالإشارة أقصوصة (ذكريات) التي وصف فيها بعض أبطال الثورة السورية الأولى، وقد اجتمعوا بالقاهرة، واخذوا يستعيدون ذكريات بطولتهم الماضية، وما تعرضوا له من أخطار.
ولا يقف أدب الأستاذ حبيب الزحلاوي عند التأليف القصصي، فإنه نقادة أدبي، ولعل النقد