للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأدبي كان أول ما عالجه من فنون الأدب، إذ تقدم كتابه (أدباء معاصرون) غيره من الكتب. وقد ظهر ميله إلى النقد في أقصوصة (الدميم) لأنه عرض فيها للحبكة والعرض، والفكرة، والوحدة، وذكر أنه (ليست قيمة القصة في المادة التي تتألف منها، ولا في كيفية ترتيب تلك المادة، بل قيمتها في الكيفية التي تؤدي بها وفي عرضها عرضا خاصا بمهارة فنية، بالتشويق والترغيب وفي صدق الرواية عن الحياة. . .).

وقد أضطر لبيان ذلك، إلى حشر أقصوصتين في أقصوصة واحدة، وهما لا رابط بينهما غير فكرة العرض بمهارة وبغير مهارة! وهي حبكة واهية ضعيفة تخرج بالأقصوصة عن جوها الضيق المحدود، ناهيك عن أنها وسيلة مفتعلة لبيان فضل الأقصوصة الثانية عن الأولى.

تناول الأستاذ حبيب الزحلاوي النقد الأدبي في شئ من الجراة وكثير من العنف، مما جعل له خصومات أدبيه قديمة وحديثة كانت إحداها مع أديب له مقامه المرموق في عالم البحث والأدب والشعر، والتجديد الذي يحلوله هذا الأديب الفاضل لا يروق الأستاذ الزحلاوي، وهو حر في راية وكنت أعتقد أن هذه الخصومة تقف عند حد النقد الأدبي ولا تتعداه إلى التعريض في إحدى القصص بذلك الأديب والحق أني كنت أجل صديقي الأستاذ الزحلاوي عن أن يستعمل مثل هذه الوسيلة لينال من أديب نابه لا يرضى هو عن أدبه. . .

ولعلني لعدت بهذا الاستطراد عن جو الأقاصيص التي ضمها كتاب (انات غريب) وهو جو خليق بان يتدبره القارئ وإذا كان من الخطا الشائع أن القصص تطالع لتزجية الوقت فلأن أقاصيص (انات غريب) قديرة على أن تساهم في تبديد هذا الخطا لأنها تجمع بين المتعة والفائدة وتثير مسائل اجتماعية جديرة بان يتناولها الناس بالتفكير والتدبير. وقيمة الكتاب من الناحيتين الأدبية والاجتماعية. حرية بان تلفت اليها أنظار القراء، تمنيه بالثناء والإطراء

(الإسكندرية)

صديق شيبوب

<<  <  ج:
ص:  >  >>