الإنسان يراد على الخير فهو لا ينشده إلا إذا عرف الجزاء عليه وهو أذن طفل الروح والأخلاق وإن جاوز السبعين والثمانين).
ولا شك أن هذه فكرة بنى عليها الوجود. وحل سائغ لهذا البناء.
ولننتقل الآن إلى النفس، وهل هناك أقدر من العقاد على الكتابة عن النفس.
أنه يقول عن الأزمات النفيسة التي تعصف بنفوس الأفراد، وتطيح بهناء المجموع، وتزلزل كيان الدول:(الأزمات النفسية سببها الحيرة وصعوبة الاتجاه في طريق دون طريق وعلاجها هو اليقين والإيمان). . .
وهو جد حريص يحتاط لما قد يقال، بل يسرف في الإحاطة فيزعم نفسه ناقدا ويتخيل ما قد يلقى من أسئلة وما قد يثار من نقد. فهو يقول أن هذا الحل ليس من اليسر بمكان بل أن فيه صعوبة شديدة، فلن تستطيع أمة أن تعتنق الإيمان وتثير في نفسها الطمأنينة وتمضي إلى حيث الأمن والدعة بل أن هذا يحتاج إلى أجيال متعاقبة توحي إلى نفسها الثقة والاستقرار. . ولكني أقترح على أستاذنا الجليل أن يقدم كتابا تدبجه براعته يبحث في هذه المشكلة، وإن كتابا كهذا، لا يحتاج إليه الشرقي وحده، بل العالم بأسره.
ولننتقل الآن إلى غصن رطيب أخر مما تحفل له الدوحة ذات الأرج العطر والعبير الفواح. .
أنه لحديث عن اجتماع، أو الإصلاح الاجتماعي بالتحديد؟ والإصلاح الاجتماعي في هذا البلد كلمات ذات جرس موسيقي ولكنها كلمات فقط، لا تذهب عن هذا في كثير أو قليل.
وما دمنا بصدد الكلمات، فلنلمس رأي العقاد فيما يقول، فنجد خلاصة حديثه ينتهي بنا إلى نتيجتين لا تضيع في تحصيلهما الدقائق المعدودات، أولى النتيجتين أن الناس يستسهلون الإصلاح بالمنع والتحريم ولا يفكرون كثيرا في الإصلاح بالعمل والإنشاء، أما النتيجة الثانية فهي أدعى إلى التسلية والراحة لأنها تخفف عنا شيئا من أعباء الحياة، وينتهي من هذا أن مذاهب الإصلاح كورقة اليانصيب الخيري، أن أصابت فهي ثروة وإن أخطأت فهي إحسان.
وكلامه هذا يعيد إلينا صورة من حياتنا النيابية، ومن تلك المشاريع الضخام التي تروح في سبات عميق بين الملفات والقرارات. ومن تلك الخطب المسماة خطاب العرش التي تقول