وتقول وتقول. . . حتى إذا قذف السهم بالوزارة وأطاح بالكرسي المقدس ورحنا نلتمس مخلفات العهد فلا نجد إلا الأقوال والأقوال والأقوال. . .
وهذا غصن أخر، فيه فكرة وفيه منطق وفيه نفاثات من هذا العقل الكبير.
تراه يحدثك عن معنى الثقافة، فيبدو اللفظ رأسك ويتخذ له مئات من المدلولات وعشرات من الإشعاعات والظلال والأضواء.
وهل كانت للثقافة معان توضحها. . . وهل كانت للثقافة ثقافة أخرى تشرحها.
أن العقاد يبتسم. . وأظنه يعرف أن النقاد سيقولون هذا القول ويأخذون عليه هذا المأخذ. . وانه لقائل في معنى الثقافة أنها تنقسم إلى ثلاثة عناوين. مطالب الحس ومطالب الحركة ومطالب التفكير.
وينتهي من حدثه بخلاصة توضحها كما تعودنا أن نجد في هذه الأحاديث. فنجده يقول:
(وصفوة القول أن الثقافة هي استحياء عناصر الحياة جميعها ولكننا نستحييها بالمجهود الذي يلائمها فلا نزيد في بذله عن القصد النافع والقدر الصالح ولا تنسى الفوارق بين الملكات في تقدير هذا المجهود. .).
هذه صورة سريعة من هذا السفر الحافل، قد تعطيك فكرة عن الكتاب ولكنها لا تعطيك كل ما تريد أن تعرفه فما في مقال كهذا يمكنني أن أعطيك ما تشاء من فكرة وصورة وآراء.