للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المبكر حتى منتصف الليل ولم تكن معبودته سوى (الجمال المقنع) كما يسميها كتاب التلمود.

ولم تكن تعبا بشؤون المنزل هي غنية، وكان النظام سائدا مستتبا كنظام الساعة التي تديرها مرة كل أسبوع. لم يزرها أحد ولم تخرج لزيارة أحد. . . وكانت تجلس تفكر وكأنها تحلم. وكثيرا ما كانت تتثاءب!.

وهبة على المدينة ذات يوم عاصفة هوجاء وقصف الرعد وكأنه يلهب المدينة بسياط. أوى اليهود إلى منازلهم وفتحوا النوافذ ليستقبلوا مسيحهم الموعود!

وكانت فينوس اليهودية جالسة على كرسيها المريح لابسة فروها ترتجف، وفجأة صوبت عينيها المتوهجتين نحو زوجها الجالس أمام كتابه وهو يتأرجح!

سألته قائلة: أخبرني متى يأتي المسيح أبن داود؟

فأجابها: سيأتي عندما يصبح اليهود كلهم صالحين أو طالحين، هذا ما يقوله التلمود.

- وهل تصدق أن اليهود يمكنهم أن يكونوا صالحين؟

- وكيف يمكنني أن أصدق هذا؟

- إذن سيأتي المسيح عندما يصبح اليهود كلهم طالحين. وهز الفيلسوف كتفيه وتابع القراءة في كتاب التلمود، ذلك الكتاب الذي لم يخرج من قراءته رجل صحيح العقل خلا رجلا واحداً!

وظلت المرأة الجميلة تنظر إلى قطرات المطر المنهمر بعينين حالمتين وهي تعبث بثوبها الأسود بأسنانها البيضاء.

وفي أحد الأيام غادر الفيلسوف اليهودي بيته إلى مدينة مجاورة، إذ كان عليه أن يفصل في مسالة دينية. ونظرا لعلمه الواسع فقد حلت المشكلة بأسرع مما كان يتوقع. . وعاد مع صديق له أقل منه علما! عاد في نفس اليوم بدلا من أن يعود في اليوم التالي كما كان مقررا.

ترك العربة عند بيت صديقه وتوجه إلى بيته سيرا على الأقدام. لك يفاجأ حين شاهد نوافذ منزله مضاءة أو عندما رأى خادما لضابط يدخن غليونه ببساطة أمام منزله. تقدم إلى الخادم وسأله بادب، وبشئ من الفضول: ماذا تصنع هنا؟ أقوم بالحراسة لئلا يأتي زوج

<<  <  ج:
ص:  >  >>