لموضوع كتابنا عن (الله) وتناول مشكلة العقل فقال عنها في فصل من عدد المقتطف الأخير:
(إذ صرفنا النظر عن ذاتية العقل وحسبنا العقل عملا من أعمال خلايا الدماغ - الصنوبرية أو غير الصنوبرية - أو هو أهموظيفة لهذه الخلايا بل هو وظيفتها الرئيسة في الأقنوم الإنساني، انحلت العقدة حالا).
وهذه هي العقدة التي حلها الأستاذ حالا. . . . وبمثل هذه السرعة يستطيع ولا شك أن يحل كل عقدة من العقد بغير كثير أو قليل من العناء.
فأما أن يكون في هذا الوجود شئ عجيب أو ليس فيه شئ عجيب على الإطلاق، لأن وجوده فيه ينفي عنه العجب ويغنيه عن التعليل.
فإن لم يكن فيه شئ عجيب فقد انتهينا وانحلت العقدة حالا، بل لم توجد العقدة حتى تحتاج إلى حلول.
وإن كان فيه شئ عجيب فأي شئ هو هذا الذي يمكن أن يوصف بالعجب من ظهور الحياة في المادة، فضلا عن ظهور العقل وهو اعجب من الحياة!
كيف كسبت الخلية الحية خصائص الحياة؟ كيف انقسمت لتحفظ نوعها! كيف تطور هذا الانقسام إلى ذكورة بسيطة وأنوثة بسيطة؟ كيف تجمعت هذه الخلايا في أجساد تختلف فيما بينها اختلاف الأنواع والأجناس؟ كيف نمت هذه الأجساد وارتقت فارتفعت طباقا فوق طباق؟ كيف أصبحت كل خلية توافق كل خلية غيرها في البنية على العمل المشترك بين جميع الاعضاء؟ كيف بلغت مبلغ الإنسان وظهر فيها عقل الإنسان كيف اتفق هذا التطور في اتجاه واحد إلى هذا الاستعداد لظهور الحياة واستمرار أجيال الأحياء ثم ظهور التفكير في أرقى الأحياء؟.
أهو تدبير أم مصادفة عمياء؟
أن كان تدبيرا فهذا هو العقل الذي ينكروا الأستاذ! وإن كان مصادفة عمياء فان هو العقل الذي يستريح عندما يقال له: لا تعجب ولا تستفسر فإن العقدة منحلة لا تحتاج إلى إيضاح، وهل بعد المصادفة العمياء من حل تتطلع إليه العقول؟.
وهذا العقل نفسه كيف يقال انه عنصر محدود في الكون بعقل الإنسان دون سواه؟.