ما هو الكون ولا سيما الكون فينظر الماديين؟.
إنه ليس بإقليم من الأقاليم أو قطر من الأقطار فيقال أن العقل من حاصلات هذا الإقليم دون ذلك الإقليم، أو مزروعات هذا القطر دون ذلك القطر!
كلا. بل هو كل ما كان وما يكون من غير بداية وإلى نهاية. . فكيف يستريح العقل حين يقال له أن عنصر العقل في الكون كله أن هو إلا فتلة من فلتات المصادفة وجد على سبيل الاتفاق بعد وجود الإنسان؟.
كيف نحل مشكلة العقل المجرد الذي عرف الحقائق الرياضية تامة ولا يزال (العقل التجريبي) يتخبط في علوم الحس والمشاهدة؟.
كيف نحل مشكلة العقل الذي يعظم كما تعظم العبقرية بالاختلال في البنية لا بالاستواء المعهود في التكوين؟
كيف نحل مشكلة العقل الذي ينتقل بغير الوسائل المادية والصور المحسوسة من واعية إلى واعية ومن دماغ إلى دماغ؟.
إنك لا تستطيع أن تقول أن (المكنات) الكهربائية هي التي أوجدت الكهرباء في العالم. فكيف تقول أن الدماغ البشرى هو الذي أوجد الفكر في الكون كله بعد أن لم يكن له وجود؟.
وليس لك أن تزعم انك قد عرفت الكهرباء بعد أن عرفت المكنات، لأنك لا تعرف عن الكهرباء اكثر من فروض وتخمينات.
تزعم حينا إنها أمواج فلماذا تتموج ولا تستقيم؟.
تقول إنها في بحر من الأثير فما هو الأثير إلا انه فرض مزعوم؟.
تقيس سرعة النور فلماذا تجده بهذه السرعة وبماذا تعلل أنه لا ينقص أو يزيد؟.
تتكلم عن اتجاه النور فإلى أين ينتهي بعد هذا الاتجاه؟ أيقف فما الذي يقفه؟ ايسري إلى غير نهاية فأين هي مقاومة الأثير المزعوم؟
تعود إذن إلى الأثير لتطلق عليه أوصافاً لا دليل لها ولا يزال تصديق كل وصف للإله أهون من تصديقها.
هو جسم وليست له صفة واحدة من صفات الأجسام فان لم يكون كذلك فهو عدم تفسر به