للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والأديب على كل حال من هذه الأحوال فرد في المجتمع يعمل كل يعمل أفراده ويتحمل نصيبا من التبعات قل أو كثر حتى أديب التسلية فانه يعين على التخفف من التبعات في بعض أوقات الفراغ.

وبعد أن استعرض الدكتور بعض العصور الماضية مبينا اثر السياسة في الأدب وانشغاله بها، خلص إلى الوقت الحاضر فقال أن أدباءنا جميعا - وأنا منهم - غارقون في السياسة إلى الأذقان، فهم جميعا يتحدثون في كتبهم وفي الفصول التي تنشرها لهم الصحف. والمجلات. عن شئون الحياة ومشاكل العصر، ولو لم يفعلوا ذلك لكانوا طفيليين في الحياة، وغاية ما في الأمر إننا نستطيع أن نحدد ما ينفع وما لا ينفع ومن الثاني الاشتغال بخصومات الأشخاص وأغراضهم ومطامعهم، وفي غير ذلك لا يجعل بالأديب أن يتجنب السياسة. ويحدث أن يلقاني بعض الناس أو يلقوا غيري من الأدباء فيقولوا: لو تركت السياسة وخلصت للأدب! وهؤلاء لا يفهمون السياسة ولا الأدب.

تعقيب:

رأيت أن الدكتور طه وسع معنى السياسة حتى جعلها تشمل كل شئون الحياة، وليس هذا هو مدلولها الذي جرى الناس عليه وقد انساق في هذا التوسيع - كما يخيل إلى - ليدخل السياسة في اختصاص الأديب. وكن هل هذا الفرض في حاجة إلى التوصل إليه بذلك المزج؟ أن الأديب يتناول كل شئ في الحياة بطريقته الفنية فيكتب الأدب السياسي والأدب الاجتماعي وغيرهما؛ وليس معنى هذا أن كل شئون الحياة سياسة، وإلا فهل تعد القصة التي يكتبها الأديب ممثلا ويدبر فكرتها وحوادثها على زوجين لم يسعدا لاختلافهما في العمر اختلافا كبيرا هل يعد مثل هذا سياسة؟

أما هل يكتب الأديب في السياسة أو لا يكتب فيها فهذه مسالة أخرى وان كان مما لا شك فيه انه حين يكتب في السياسة فيمتع ويشعر بجمال الفن، لا يبعد عن الأدب، ولكن أدبه سياسي يختلف عن ألوان أخرى من الآداب.

مؤتمر المجمع اللغوي:

احتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية يوم الاثنين بافتتاح مؤتمره السنوي أي الجلسات التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>