تنعقد بحضور الأعضاء الأجانب شرقيين وغربيين، وقد جرى المجمع على أن يحتفل في أولى هذه الجلسات بافتتاح هذا المؤتمر.
افتتح الحفل معالي رئيس المجمع احمد لطفي السيد باشا ثم ألقى معالي وزير المعارف عبد الرزاق السنهوري باشا كلمة لا احسبني مغاليا أن قلت إنها ثورة لغوية. . . فقد أشار إلى ما ذكره في خطاب العام الماضي من أن هناك علامتين لسلامة اللغة، هما اقتراب لغة الخاصة من لغة العامة، وابتعاد لغة الحاضر عن لغة الماضي. ثم قال أن لغتنا العربية في الوقت الحاضر قد تطورت تطور كبيرا لأنها اليوم اقرب إلى لغة العامة وابعد عن لغة الماضي إلى حد كبير، فهي لغة سليمة، وليست اللغة السليمة هي التي تقراها في كتب القرون الماضية، فهذا صورة تاريخية من صور تطور اللغة الغربية؛ والذين يقولوا أن اللغة العربية قد دخل عليها الفساد وركبتها البدعة يعتقدون أن اللغة العربية ليست إلا هذه الألفاظ والعبارات التي جرت بها الألسن في القرون الأولى ودونتها الكتب والمعاجم في العصور السالفة ولكنا نذهب إلى غير رأيهم فلا تملك الأموات من هذه اللغة اكثر مما تملك الأحياء.
ووصلت الثورة إلى مداها عند ما قال معاليه: هأنذا استعمل لفظ (التطور) وهو لفظ عربي لا أخال انه يستند إلى نص أو قياس ولكنه لفظ اجمع عليه كتاب العربية في عصرنا الحاضر، فهل يجوز لأحد اليوم أن يخطئ في استعماله؟ وقد أكون استعملت في كلمتي هذه أو في غيرها ألفاظا قد تكون مضبطة على القاموس أو غير منضبطة وقد تكون واردة في المعاجم الأولى أو غير واردة فسواء كان هذا أو ذاك فأنها ألفاظ عربية سليمة متى انعقد عليها إجماعنا في العصر الحاضر.
ونوه معاليه بأهمية الإجماع في اللغة وتطورها وحياتها، ثم نبه على انه لا يقصد به الفوضى التي تأتى من استعمال ألفاظ بعيدة عن أصول اللغة وقواعدها
وألقى الأستاذ عباس محمود العقاد بحثا في (موفق الأدب العربي من الآداب الأجنبية في القديم والحديث) فأوضح معالم الموضوع وبينه بيانا حسنا على اضطراره إلى الإيجاز فيه. قال أن الأدب العربي تأثر بمخالطة الأمم الأجنبية قديما كما تأثر بها حديثا، غير أن تأثره بها في القديم كان على أكثره - من ناحية الحضارة بملابسة الأمم في أصول المعيشة