وقد أحسنت الهلال إذ أعلنت في الشهر نتيجة الاستفتاء خالية من (أمير الشعراء) قاصرة على (الشعراء الخمسة الأول) واصطنعتن اللباقة في (دغم) مسالة الإمارة، إذ ذكرت أن المشتركين في الاستفتاء (قالوا أن آثار كبار شعرائنا تكاد تكون في مستوى واحد من القوة والإبداع، ويكاد لا يوجد وجه لتقديم بعضهم على البعض الأخر) وهكذا خلصت إلى ما عرف عن دار الهلال من الاتزان وإرضاء الجميع. ثم أعلنت (إن الشعراء الخمسة الأول بين الشعراء الأقطار العربية هم بالترتيب الذين حازوا اكثر الأصوات: خليل مطران بك. علي الجارم بك. السيد بشارة الخوري. الأستاذ علي محمود طه. الأستاذ أحمد رامي).
وقد جاءت هذه النتيجة - كما ترى - وفقا لما ينتظر من قراء يتوخون اكثر الأسماء شهرة في المحيط العام دون التفات أو دراية بما تستحق من تقديم أو تأخير - وأنت تعلم - كما اعلم - أن ثمة شعراء يرجحون بعض هؤلاء في الموازين الأدبية. وقد نشرت المجلة تعقيبا على هذا الاستفتاء للدكتور عبد الوهاب عزام بك قال فيه أن الناقد لا يستطيع أن يوازن بين جماعة من الشعراء (إلا أن يقرا ديوان كل واحد منها قراءة ناقد مثبت ويكون قد عنى بها وقراها واستقر على رأي فيها على مر الزمان. . . . وليت شعري من فعل هذه من النقاد؟) أقول: إذا كان هذه مستبعدا على النقاد فما بالك بالقراء. . . .؟
ملك الشعراء:
ومما قاله الدكتور عزام بك في ذلك التعقيب:(وإذا نظرنا في تاريخ الآداب الشرقية. وجدنا ألقاب الإمارة والملك معروفة بين شعراء إيران مثل ملك الشعراء معزى. وقد تلقب بلقب ملك آخرون من شعراء الفرس من بعده وفي عصرنا هذا يعرف الشاعر الكبير بها بلقب ملك الشعراء وهو أستاذ في جامعة طهران، وأما في تاريخ الأدب العربي فلم تعهد الألقاب. . . وبعد فان لم يكن بد من بيعة أحد الشعراء المعاصرين بالإمارة أو الملك فايسر وسيلة لذلك أن يجتمع الشعراء وحدهم ويختاروا لأنفسهم ملكا أو أميرا عليهم. فان فعلوا فليس بعد رأيهم مقال لقائل) وأنا لا أرى أن هذه وسيلة يسيرة فضلا عن أن تكون ايسر وسيلة. فمن يضمن لنا أن كلا من شعرائنا سينتخب غيره وأن سيكون لهذا الانتخاب نتيجة سوى أن يكون عدد الفائزين مساويا لعدد الشعراء وخاصة إذا كان المطلوب صاحب جلالة في الشعر لا أميرا فحسب.