شعراء يقاربون الثلاثين، ثم شرعوا يؤلفون ويترجمون الكتب من العربية إلى الفارسية، فترجم تاريخ الطبري وتفسيره (وألف لهم بالفارسية كتاب أبي منصور والهروي في الطب) ومنه نسخة مخطوطة في فينا، وهي أقدم مخطوط فارسي (سنة ٤٤٧ هـ) وألف لهم كذلك كتاب في التفسير. فهذه الكتب الأربعة أقدم نثر فارسي بأيدينا.
وأما بنو بويه فليس لهم أثر في الأدب الفارسي، وأكثر أمرائهم كانوا شعراء في العربية. ووزيراهم ابن العميد، والصاحب من حملة لواء الأدب العربي لا الفارسي، وحسبنا أن الصاحب لم يقصده به الا شاعران فارسيان هما المنطقي والخسروي، على كثرة شعراء العربية الذين مدحوه.
وكان الزياريون في طبرستان من حماة العلوم والآداب، ولكن شيخهم قابوس كان أميل إلى العربية، وقد مدحه الخسروي السرخسي من شعراء الفرس، كما اتصل بابنه منوجهر الشاعر الفارسي الذي سمى نفسه منوجهري تبعاً لسيدة. وقد ألف كيكادس حفيد قابوس كتابه قابوس نامه بالفارسية لتربية ابنه.
وكان من المتصلين بقابوس أبو علي بن سينا، وله شعر بالفارسية، وقد ألف كتابه دانش نامه علائي بعد موت قابوس، فأهداه إلى علاء الدولة أبي جعفر كاكوية في اصفهان وسماه باسمه.
وكان محمود بن سبكتكين في غزنة مقصد كبار الأدباء والعلماء، وأثر عنه وعن ابنه محمد شعر فارسي. فمن شعرائه: العنصري والأسدي، والعسجدي، والفردوسي الذي قدم له الشاهنامه، فلم يعطه محمود ماأراد فغاضبه وهجاه، وقد ألف شرف الملك من شعراء محمود كتابا في الديوان بالفارسية سماه كتاب الأصطفا. ويقال إن اليميني من شعراء محمود أيضاً كتب تاريخ محمود بالفارسية، وكتب البيروني كتاب التفهم في النجوم بالفارسية والعربية.
وفي عصر السلاجقة، ذلك العصر المديد نبغ شعراء كثيرون جداً عد منهم عدني أكثر من مائة - وأعظمهم الأنوري والخاقاني نظامي الكنجري، والأزرقي، وظهير الغارياني، وناصر خسرو والخيام، وبابا طاهر، والفصيحي، ومسعود سعد، والأديب صابر، والمعزي، وعمق البخاري، وسوزني، ونظامي العروض؛ ومن الصوفية: أبو سعد بن أبي الخير، والأنصاري، ثم مجد الدين سنائي، وفي نهاية هذا العصر فريد الدين العطار.