أن يرسم لنا صورة واضحة لمعاني هذه الكلام الذي قاله صديقه الشاعر المرموق؟ هب أن المعاني كانت سامية حقا، ولكن ما هي قيمة المعاني إذا صيغت صياغة متشابكة متضاربة متنافرة؟ لنفرض جدلا أن لكلمات هذه القطعة الفنية بمفردها وبمجموعها معان طيبة ودلالات إنسانية ولكن ما هو آثرها الفعال في النفس هل هزتها وأسرت الرعشة فيها، وهل علق معنى واحد في ذهن قارئها؟ لنفرض جدلا انه قدم المتأخر من الكلمات وأخر المتقدم ووضعها في وضعها الصحيح وأقحمها على الذهن إقحاماً وحشرها فيه حشرا فما هن قيمة هذا الأدب وما هو قدر هذا الكاتب؟ ولم هذا العناء المضني؟
أردت يا صديقي خصومة بين الأدباء لا عداوة، ورفعت لواء هذه الخصومة عاليا في كتابي (أدباء معاصرون) وما برح علمي يخفق فوق سيارته ليراه كل كاتب أو شاعر طمل يفاتك بالكذب والشر على الأدب والفن فيسمى الهرف تجديدا واللوثة حصافة وأعيذك يا صديقي أن تكون طبيبا في مصحة الأمراض العقلية.
تستوي عندي خصومة وعداوة من يعتدي على كرامة الأدب أو يحاول الدنس الأدبي بنهضتنا التي لم يعرف تاريخ الأدب العربي لها ضريباً في كل عصره.
وليعلم صديقي الكريم الأستاذ صديق شيبوب أن أدب صديقه الشاعر المرموق لا يساوي في سوق الناقدين المتجردين غير المتحيزين مليماً زيفه مراب خسيس.