للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشفق على صاحبه فلا اذكر اسمه بل ارمز إليه بالإشارة؟ أليس ذلك الأديب المرموق هو الذي مات مختنقا عند وصيد باب مجلة (المقتطف) ولم يرثه زجال ماجور؟ اليس هو الذي أضناني شعره فرصدت مبلغا من المال أغرى به أصحاب العقول السليمة على شرح شعره المضني فلم يظفر بمالي أحد؟

قد يعوزك الدليل يا صديقي تدحض به ما رميت به أديبك المرموق، أما أنا فلا اعدم الحجة استمدها من شاعرك المجدد لأزيد الطين بلة.

نشر الشاعر المجدد قطعة عنوانها (نهار وليل) قال فيها:

(بودي لو انهض والنهار باسم، فالمح إلى عجائب فاستملي، ولكني أخو العجز، لا أزال ظلا للنعاس المتثائب.

(ذات مساء إلى وليجة نفسي تحدرت - بدوه من بدوات - هل أردت تصفح البستان لا ثمر فيه ولا زهر؟ تحدرت وما استطعت الصعود، لوجهي صرعني هول ما دريت ما يكون.

(الحب وحده كان يقوى أن يسعفني فاصعد، لكنه جاء من بعد، من على، من مغيب البعد، اقبل علاجا مترعا بالضوء فيضئ غير مستحق شد ما فتنني فذو بته في خاطري وفي الخاطر ظللنا روحا لصق روح كلانا جاثم مخفق.

(هل كان في وسعي أن أدرك قبل أن اغفوا واذهب في الغفوة - يا له من سبات لطيف في ضميره خصب ونشاط - هل كان في وسعي أن احلم باليقظة الناعمة، بالأعجوبة يعانقها النور؟.

(في البدء داخل الليل نهاري وأسرف فغلظت العتمة، ولكني أصررت على التبصر، أحر، وألان الآن اذكر كيف لفت العتمة خاطري، يا لله! يا ظلمة تجري الحذارق في وليجة نفسي يا ظلمة أصبحت منبت مصير محير مصيري الوهاج). هاهي ذي قطعة كتبها الأديب المرموق الذي تطوع للدفاع عنه صديقي الأستاذ صديق شيبوب أقدمها له راجيا منه أن يتفضل علينا بترجمتها إلى اللغة العربية التي يفهمها أمثالي من عباد الله المتواضعين.

ليسمح لي صديقي الأستاذ شيبوب أن اذهب معه في التسامح كل مذهب في الافتراض الجدلي فأساله هل إذا استطاع تذليل الصعاب، وحل الطلاسم، وفك الرموز، هل في مقدوره

<<  <  ج:
ص:  >  >>