بطل قصته معلما حكيما يعلم تلاميذه الأصول والقواعد ويهديهم سواء السبيل؟ أيعاب عليه إبراز مثل ناطق يشهد على العشرات من القصصيين الذين يرتجلون القصة ارتجالا ولا غاية لهم سوى الغرائز والهاب الشهوات! كيف، بل لم يؤاخذني يا صديقي على بيان (يميز بين قصة معروضة بمهارة، وقصة لا مهارة في عرضها؟.)
على هذا الأساس كتبت قصتي (الدميم) وبهذا الرباط ربطت بين القصتين، قصة مرتجلة لا ضوابط لها ولا قواعد، مرماها إثارة الشهوات الجنسية، وقصة تتفاعل فيها عوامل الحياة الزاخرة بالصدق، ويه معلومة الحدود والمعالم، واضحة الطريقة والمذهب والغرض والأسلوب أيجوز لك يا صديقي بعد هذا أن تقول أن القصة مفتعلة لبيان فضل الأقصوصة الثانية على الأقصوصة الأولى)؟؟
لا أحسب أن هذه التجني من صديق الكريم جاء عفوا، بل اعتقد انه كان وسيلة لغالية، لأن المقال الذي تفضل بكتابته عني، إنما كتب بروح من النقد، والناقد كما علمنا نمام واش يشي على نفسه بنفسه: قال الأستاذ شيبوب:
(تناول الأستاذ حبيب الزحلاوي النقد الأدبي في شئ من الجراة، وكثير من العنف، مما جعل له خصومات أدبية قديمة وحديثة كانت إحداها مع أديب له مقامة المرموق في عالم البحث والأدب والشعر، والتجديد الذي يحاوله هذا الأديب الفاضل لا يروق الأستاذ الزحلاوي، وهو حر في رأيه، وكنت اعتقد أن هذه الخصومة تقف عند حد النقد الأدبي ولا تتعداه إلى التعريض في إحدى القصص بذلك الأديب. والحق إني كنت اجل صديقي الأستاذ الزحلاوي عن أن يستعمل مثل هذه الوسيلة لينال من أديب نابه لا يرضى هو عن أدبه).
هنا مربط الفرس كما يقولون، هنا يتجرد الناقد الذاتي المنطلق حرا في القول والتصوير، هنا تظهر وشاية النفس بالنفس، هنا تبدو الكوامن وتطفو مخبآت السرائر وهنا اقف من صديقي الناقد وجها لوجه أساله، من هو ذلك الأديب صاحب المقام المرموق في البحث والأدب والشعر والتجديد؟ ما قيمة أدبه وشعره وتجديده، وكيف صح لصديقي الأستاذ شيبوب السكوت عن الإشادة بهذه الفضائل المطمورة تحت الأطلال والملقاة في الدمن؟ هل استحي صديقي الناقد من ذكر اسم ذلك الأديب الشاعر المرموق؟ أيرضى صديقي الناقد أن