وفي صوت خافت قالت بعد أن أخفت جبهتها بين ذراعي شقيقتها:
لي. . . لي حبيب!
وهناك الكنبة جلست الأختان في أحد أركان الغرفة تتحادثان وقد وضعت الأخت الصغرى ذراعها على عنق أختها الكبرى بدلال وأخذت تنصت إلى حديثها:
إنك تعرفين زوجي وتعرفين كم احبه! فهو رقيق الشعور طيب، باسم الثغر، لطيف ومستقيم إلا أن به عيبا واحدا وهو انه لا يستطيع أن يطرى محاسن المرآة! ولست ادري لماذا؟ آه كم كنت أتمنى أن يضمني بين ذراعية بشدة، ويقبلني قبلات حارة تمتزج بها أنفاسنا! وكم تمنيت أن يكون ضعيفا بين يدي فيحتاج إلى رقتي وعطفي ودموعي! قد يظهر أن ما قلته لك تافه ولكننا نحن النساء جبلنا على هذا فما العمل! ومع ذلك لم أفكر لحظة في خيانته حتى على شاطئ بحيرة لوكيرن!
هناك على شاطئ البحيرة، كان القمر يرسل أشعته الفضية على الكون فيملأ بهجة وحبورا، وشعرت حينئذ بشيء لست اعرف كيف أفسره! ففي الشهر الذي قضيناه نتنزه في سويسرا ونمتع أنفسنا بجمال تلك البلاد، أثار زوجي احساساتي بهدوئه وصمته وتركني وحدي سابحة أهيم في الحسن والجمال! إلا يثير الجمال النفوس ويبعث فيها الحب إلا تثير ممرات الجبال الضيقة والأودية العميقة والغابات الواسعة والجداول الرقراقة والقرى الصغيرة الجميلة كل حب للجمال!
أجل لقد سحرتني هذه المناظر بجمالها فقلت لزوجي وقد ارتميت بين أحضانه ما اجمل هذه المناظر يا حبيبي. . . انظر إلى القمر المنير والبحيرة الجميلة. . . . إلا تدعو هذه المناظر الساحرة المحبين للقبل!! قبلني الآن وفي هذا المكان قبلة حارة وامزج أنفاسك بقلبي المذاب! ولكنه أجابني بابتسامة لطيفة باهته:(لا يوجد سبب يدعو إلى القبل) فتأثرت جدا من كلماته.
غاظني زوجي بمسلكه هذا، فقد منع تلك الخيالات الشعرية والسبحات الفكرية من أن تخرج إلى دنيا الجمال وأبقاها مكنونة في نفسي عديمة الجدوى.
وفي إحدى الأمسيات ذهب روبير إلى فراشه بعد العشاء، وكان قد أصابه صداع، فذهبت