شمال أفريقية الذي يكاد يقطعه الاستعمار عن مصادر الثقافة العربية المشرقية. ونبه الأستاذ سعد على أن البحث عن المخطوطات العربية في المكتبات الغربية أهم من البحث عنها في المكتبات العربية، وقال إنه يرجو أن يكون الغرض من تصوير هذه المخطوطات طبعها ونشرها لا مجرد تسجيلها على أفلام.
العربية تصارع:
لا أشك في أن الحكومة جادة في فرض استعمال اللغة العربية في مكاتباتها وفي إلزام أصحاب المحال التجارية والصناعية بكتابة أسمائها بها. وقد أذاعت أخيراً وزارة الشئون الاجتماعية على هؤلاء تلفت نظرهم إلى ما يقضي به القانون على من يكتب اسم محله بلغة أجنبية دون أن يضع إلى جانبه اسمه باللغة العربية على ألا تكون الأجنبية أكثر بروزاً من العربية، والقانون يقضي على من يخالف ذلك بالحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تزيد على خمسين جنيها أو بإحدى هاتين العقوبتين.
لا أشك في أن الحكومة جادة في تنفيذ كل ذلك، ولكني لا أدري لماذا تستمر، في أختام بريدها، على كتابة التاريخ بلغة أجنبية دون كتابته بالعربية!
إنني أدل وزارة الشؤون الاجتماعية على مصلحة البريد لتلفت نظرها إلى ذلك القانون وإلى ضرورة تطبيقه. . . كما لا أرى بأساً في أن أكون مرشداً لها في غير ذلك، فأدلها أيضاً على شركة المعادي، لتلفت نظرها إلى وجوب تغيير كتابة أسماء شوارع هذه الضاحية الجميلة، بحيث تكتب بالعربية إلى جانب الأعجمية التي هي مكتوبة بها، لأن المعادي جزء من القاهرة عاصمة العروبة.
أكتب ذلك على ذكر المقال النير الذي كتبه في الرسالة الأستاذ وديع فلسطين بعنوان (اللغة العربية تصارع) وإني مطمئن معه إلى ظفرها في النهاية.