بقيت كلمة صغيرة عن جامع القرويين ذلك انه لما كثر على مدينة فاس الواردون أيام يحي بن محمد بن ادريس كان ممن قدم عليها من القيروان محمد بن عبد الله. الفهري القروي ونزل كما هو المتبع بعدوة القرويين مع اهل بلده. وعند وفاته ترك ابنتين قد تحصل لهما ميراث كثير رغبتا أن تصرفاه في وجوه البر فلما علمتا أن الناس في حاجة لبناء جامع كبير في كل عدوة من فاس لضيق الجامعين القديمين بالناس، شرعت إحداهما في بناء جامع عدوة القرويين أما الآخر فقد تكفلت ببناء جامع الأندلس. وفي سنة ٣٠٧هـ أزيلت الخطبة من جامع الشرفا لصغره وحل محله في ذلك جامع القرويين لاتساعه وكبره والذي اصبح ملتقى العلماء والطلاب لسماع بعض الدروس الدينية فيه وما زالت حلقاته عامرة إلى يومنا هذا.