فالمادة بحسب صديق الأستاذ مؤلفة من سبعة، وبحسب رأي العلم الحديث مؤلفة من ثلاثة. وإنما هو (العدد) على كل حال. العدد الذي يتعلق به الأستاذان طرفا تاريخ الفلسفة.
لم أقل في حياتي أن فيثاغوراس كان مخرفاً. وإنما أقول الآن أن الفلسفة السبعية على ضوء العلم الحاضر سخيفة، وكل قارئ يقول أنها سخيفة. فإن رام الأستاذ الكبير تقريرها وأن يؤيد نظرية الإلكترون به فمرحى.
ولو كانت نظرية فيثاغوراس تؤيد نظرية الإلكترون لأمكن الميكانيكيين لعهده أن يخترعوا القنبلة والطاقة الذرية، ولكان العالم الأرضي اليوم غير ما نراه.
ولكن إلى الآن لم أفهم ما الذي زج بفيثاغوراس هنا في هذه المناقشة ولم يرد له ذكر في مقالي المنشور في المقتطف. وكأني بالأستاذ الكبير يختلق لي تهمة لكي يحاسبني عليها ويجعلني خصما. وأيم الله ما قصدت في تعليقي على (كتاب الله) خصومة. وليس بيني وبين الأستاذ العقاد إلا كل وداد وهو يعلم جيداً أني أجله وأقدر علمه. ولو لم تسقط جملة طويلة برمتها من مقالي في المقتطف لتأكد مقدار اعتباري له. ولا أرى في ذلك التعليق ما يمس عواطفه الرقيقة.
والواضح أن الأستاذ الكبير يصعب عليه جداً أن يحاسبه محاسب من القراء على بعض ما يكتبه أحياناً مصيباً كان أو مخطئاً.
العصمة لله يا كبير الكتاب.
إن مليكان وادينجتون وجينز وغيرهم من علماء العصر هم أساتذتي العظام وأساتذة كل طالب علم. ومنهم استمددت معلوماتي المتواضعة، وإذا كان الأستاذ الكبير يدرس هؤلاء العلماء الأعلام جيداً يفهم مقالي تمام الفهم.
فلو درس جينز وادينجتون واينشطين ونيوتن ورصل وأمثالهم لعلم لماذا سرعة النور لا تتغير في الفراغ المطلق بل تتغير بمرورها في وسط مادي كالزجاج والهواء والماء، ولعلم لماذا لا يسير النور في خط مستقيم، ولماذا لا ينتهي خط النور في مكان معين أو أين ينتهي لأن النور يسير منحنياً بفعل جوٌ جاذبي لأنه خاضع لتأثير الجاذبية فهو يدور حول ذلك المركز الجاذبي ولا ينتهي في مكان، ولعلم لماذا الكهرطيسية تتموج ولا تستقيم، ولعلم أشياء كثيرة. ولكل ظاهرة طبيعية سبب ولا بد من سبب، وصار العلم الآن يوضح لنا