أما تعريفه للموجود والمعدوم والمعلوم والمجهول فقد عرف القراء ما قلته وما قاله فلكل قارئ أن يقبل هذا أو ذاك.
وأما قضية أن الإنسان يتكلم لأنه يفكر أو بالعكس فلم أتعرض له البتة. فلا أدري لماذا جعلها الأستاذ موضوعاً للنقاش.
كان مطلع مقالي في المقتطف:(منذ مدة كتب الأستاذ العقاد في الرسالة أنه (صار عندنا فلسفة) والآن صار يمكننا أن نقول إنه صار عندنا فلسفة وفيلسوف) أي بعد صدور كتاب الله.
ونكن لسوء الحظ سقطت العبارة الأخيرة والمصحح لم يفطن لسقوطها. وغرضي من هذه الإشارة إليها الآن أن أؤكد للقارئ اعتباري العظيم لعلم العقاد واتساع دائرة معارفه وأهليته لخوض المسائل الفلسفية.
وما تصديت إلى التعليق على بعض نقط في (كتاب الله) إلا لأني كنت أملك شيئاً من (العدة) لهذا التعليق. فلا أدري كيف استنتج الأستاذ (من كلامي) أني لم أشتغل في المباحث الفلسفية، ولم أعود عقلي أن يعطيها حقها من التقدير الواجب والتأمل الطويل، وإني لا أملك العدة التي تعينني على النقد والتمحيص
نعم لم أكتب في الفلسفة يا سيدي الأستاذ. ولكن ما أدراك إني مطلع على بعض كتب الفلسفة البحتة التي اطلعت أنت عليها ككتاب (المرشد إلى الفلسفة) للعلامة جود أستاذ الفلسفة في جامعته وكتاب (قصة الفلسفة) للعلامة ول دورانت. و (العلم والفلسفة) لكبير العلماء جينز (رحمة الله عليه) القضايا الفلسفية لبرتراند رصل وقد درستها غير مرة.
فلا أظنني بعد هذه الدراسات كنت خلواً من (العدة) للتعليق على بعض نقط (كتاب الله) مع ذلك لا أقول أن هذه العدة المتواضعة تعصمني لله وحده.