رجع إلى فلسفة فيثاغورس المقدسة.
فكيف تبقى الرجعية في العلم؟
إن التهكم يا أستاذ ليس برهاناً ولا حجة، وإن كان في مقالي في المقتطف ما يشتم منه رائحة التهكم فاستغفر. لم أقصده. ولكن ليس فيه شئ منه. والسلام عليك ونحن صديقان. . .
المكان والعدم المطلق:
بعد كتابة ما تقدم اطلعت على مقال الأستاذ العقاد (ولا أقول الأستاذ الكبير لأن كلمة العقاد أكبر من الكبير) في ٢ فبراير من الرسالة فإذا بالأستاذ يختلق لي تهمة أخرى لكي يحاسبني عليها. وهي زعمه أني قلت: (أن المكان هو العدم المطلق).
لم أقل هذا القول. ولكن الذي قلته بهذا الشأن هو في صفحة ٣٠ من مقتطف يناير بحروفه.
(لولا حركة المادة لما كان زمان. وكذلك لولا وجود المادة لما كان مكان.
(فوجود المادة خلق المكان. وحدوث حركة المادة خلق الزمان).
(تصور جميع أجرام السماء وذرات الأرض غير موجودة. فكيف يتراءى لك المكان - الحيز الذي كانت المادة تشغله - ألا يهولك العدم المطلق؟ وما هو العدم المطلق؟ هو اللا شئ. فالمكان (بلا مادة) إذن لا شئ. هو العدم غير موجود. لماذا؟ لأن المادة تجعل للمكان حدوداً. فإذا زالت المادة زالت الحدود فكيف تفهم المكان بلا حدود).
(نوجز القول: المادة أوجدت المكان. وحركتها أوجدت الزمان. فالمكان والزمان لولا المادة وحركتها هما عدمان).
هذا نص ما قلته في مقالي في المقتطف. فهل يستفاد منه: (أن المكان هو العدم المطلق؟)
إذا فنيت المادة التي تشغل المكان فني المكان بفنائها. فهو بلاها عدم
ولما قال اينشطين عني المكان المشغول باملادة. ولم يعن الفراغ المطلق. فمتى قلنا (المكان) عنينا مكاناً مملوءاً مادة. وإذا قلنا فراغاً مطلقاً عنينا أن لامكان موجود حتما لأن المادة موجودة. ولا عدم في الوجود.
إذن أصبح كل ما قاله الأستاذ الكبير بهذا الشأن (لاأقول فضولا لأن فيه فوائد للقارئ ولي) بل أقول لم يعد تفنيداً لمِا قلته بل لما لم أقله.