ناعم واللغة العربية خشنة. . ألسن يتحدثن بالفرنسية الرقيقة. .؟ ولكن العربيات وصفت ألسنتهن رقة اللغة العربية وسحر بيانها وبدت المصرية بجانبهن في صورة المتخلفة عن ركب النهضة العربية ولن تكون سائرة في هذا الركب حتى تجيد لغتها وتعالج بيانها.
ومن العجيب أن المرأة المصرية المتعلمة خطت خطوات واسعة في نواحي الحياة المختلفة، ولكنها ما تزال على عجمتها لا تكاد تبين وننظر في ميدان الأدب فلا نرى إلا عدداً لا يبلغ حد المجمع إلا بالتساهل.
فلم لا تتعلم المرأة المصرية اللغة العربية. . .؟ إنها ما دامت وكيلته، فارتجلت كلمتها، وتخلصت بالارتجال من قيود القراءة، وواجهت الجمهور بكل قواها الخطابية. وأنا لم أر بعد امرأة عربية ترتجل بلغة فصيحة، أما الرجال فمنهم من يقرأ وكثيرون يرتجلون، وقد كان موقف هذه السيدة الأوروبية قوياً بالقدرة على الخطابة بلغتها مرتجلة، فبدا الفرق كبيراً بينها وبين من تحبر أو يحبر لها، ثم يتعثر لسانها في الإلقاء!
صدى من لبنان:
يذكر القراء ما كتبته في النهج الذي سلكه أخيراً في الكتابة الأستاذ توفيق الحكيم، وقد رجع إلينا الصدى من لبنان في مجلة الأديب (عدد فبراير) قالت:
(رد الأستاذ توفيق الحكيم على الذين ينعون عليه، بأنه ودع الفن يوم ترك برجه العاجي وانحط إلى مستوى الجمهور، بقوله: يجب على الفنان نفسه أن ينزل السفح إليهم. . . يهدينا إلى ذلك فعل المبدع الأعظم لهذا الكون. . . لقد أراد وهو في عليائه أن يبلغ الناس رسالته فلم ينتظر منهم أن يصعدوا إليه فأرسل إليهم رسولا أو نزل هو نفسه فتجسد في المسيح كما هو القول عند المسيحيين. وبهذا التشبيه البعيد يعتقد الحكيم بأنه أقنع الناس بسر فعلته).