شهدت يوم الجمعة احتفال الاتحاد النسائي بتأبين رئيسته السابقة السيدة هدى شعراوي، وقد اشترك في هذا التأبين أربعة من الأدباء، اثنان من الأعلام: الأستاذ عباس محمود العقاد والدكتور محمد حسين هيكل باشا، ألقى الأول قصيدة، وتحدث الثاني عن أثر الفقيدة في نهضة المرأة؛ والآخران هما الأستاذان محمد الأسمر ومحمود أبو الوفا، وقد ألقى كل منهما قصيدة. أما قصيدة أبو الوفا فقد كانت أدق في تصوير شخصية الفقيدة، وأما الأسمر فقد ساعد تعبيره الخطابي وجرس إلقائه على اجتذاب أسماع الجمهور واجتلاب استحسانه.
المرأة المصرية والعربية:
وأريد أن أتجاوز الرجال سريعاً إلى النساء، فإن لي معهن شأناً. تكلم في هذا الاحتفال عشر نساء، ثلاث من العراق ولبنان وفلسطين، وست مصريات، وواحدة أوربية. وأريد أن أقارن بين المصريات وبين العربيات الأخريات، وأقارن بين العربيات جميعاً وبين الأوربية.
مثلت العراق السيدة منيبة الكيلاني، ومثلت لبنان وسوريا السيدة ابتهاج قدورة، وألقت الآنسة تحية محمد كلمة فلسطين، ثم تعاقب بعدهن الست المصريات، فكان الفرق واضحاً كل الوضوح بين الفريقين، فقد امتاز الأوائل لا بفصاحة النطق وسلامته ونصاعته الأسلوب فحسب، بل كذلك بالبراعة في تصوير شخصية هدى شعراوي باعتبارها زعيمة نساء العرب، وفي التعبير عن شعورهن إزاء فقدها، وقد شعرنا ونحن نستمع إلى كل منهن أننا أمام إنسان حي يؤدي إلينا ما يريد من فكره وإحساسه بأسلوب قويم ولسان مبين.
وقد تعمدت أن أصف أولئك الثلاث العربيات بتلك الصفات لأقول صراحة إن المصريات تجردن منها، فالنطق عامي، واللحن كثير، والإعراب لا رقيب عليه، ولا شئ وراء الكلام العادي الجامد، بكت إحداهن - وهي سيدة كريمة لها نشاط محمود في الخدمة الاجتماعية - وهي تلقي كلمها، فعوضت بلاغة بكائها من قصور كلامها. ونابت إحداهن عن خريجات الجامعة، فلم تكن خيراُ من الباقيات.
ولقد جنى العربيات على المصريات اللائي لا أراهن جديرات بأن يوصفن بأنهن عربيات، لأن الأوالي لو لم يشتركن في هذا التأبين لسمعنا من نسائنا وغفرنا لهن قائلين: إنهن جنس