للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آثار الإنسان البدائي، ويظهر كيف نشأت أجناس البشرية وتفرقت لغاتها، وكيف تفتق الذهن الإنساني عن عمليات التفكير مذ صارت له لغة. وكيف انتقل التفكير بالإنسان إلى البحث البدائي في الأديان والفلسفة. وكيف نشأت الزراعة والرعي والملاحة. ويتتبع المدنيات الأولى من آشورية بابلية، ومصرية ويونانية، ويبين خصائص هذه المدنيات ومظاهرها ويتغلغل في مجتمعاتها. فالكتاب كله تاريخ اجتماعي للإنسان. ولهذه الأبواب مصطلحات علمية لم ينقل بعضها إلى لغتنا العربية بعد، أو لم يتفق المترجمون عليها. وقد بذل مترجم هذا السفر عناء كبيراً في نقل هذه المصطلحات.

وويلز وإن كان علمي النشأة والتربية والنظرة، إلا أنه صاحب أسلوب ممتاز، جعله في الطليعة من كتاب عصره وأدبائه، وهو يعالج التاريخ في هذا الكتاب بطريقة علمية لم يسبق أن تهيأت لغيره من كتاب التاريخ. والذين يطالعونه يقدرون له هذه المزية فضلا عن الأصالة في التناول والأداء؛ وهو إلى ذلك يقدم إلى القارئ ضروباً من التشويق والإمتاع لا نظير لها في كتاب آخر من كتب التاريخ العامة والخاصة على السواء. نرحب كل الترحيب بهذا الجزء راجين أن تبادر لجنة التأليف إلى إصدار أجزائه الأخرى ليأخذ مكانه اللائق به جليل المؤلفات، مقدرين للمترجم ما بذل في تعريب هذا المؤلف الضخم من عناء وجهد، وبعد فهذا كتاب جليل يجب ألاّ تخلو منه مكتبة كل أديب وكل مثقف.

الخفيف

الخزف الإسلامي المبكر

تأليف الأستاذ أرثرلين

يعتمد مؤرخو الحضارات على الخزف لقياس مدنيات الأمم، فهو من أولى الصناعات التي تمتزج بحياة الإنسان وتتصل بأهم أسباب معاشه، أعني بها طعامه وشرابه.

والشرق موطن الخزف كما هو موطن الحضارات والثقافات. ولما كانت الحضارات تستقر أولا على ضفاف الأنهار - والنيل أقدمها وأعرقها - فقد رأينا المصريين القدماء يحرزون قصب السبق في صناعة الخزف بل لقد توصلوا إلى استخدامه في تزيين جدران إحدى قاعات الدفن في هرم زوسر بصقاره في أواخر الألف الثالث قبل مولد المسيح، وهو أقدم

<<  <  ج:
ص:  >  >>