جدول المذاكرة الجمود. أن من الصعب أن نفرغ من عملنا في كل مادة في اللحظة التي يحل فيها وقت مادة أخرى، وقد يخطر لنا تخلصاً من هذه الصعوبة أن نفرد كل ليلة في نهاية المذاكرة حصة صغيرة، قل خمس عشرة أو عشرين دقيقة نجعلها كزمن احتياطي ننهي فيه أي شيء صغير قد نكون اضطررنا إلى إغفاله في أية حصة عادية من حصص المذاكرة، لكن هذه الخطة محفوفة بالمخاطر.) وهكذا يسير بالطالب حتى يستقر معه على خير الخطط وأوثقها.
ومن خير ما جاء في هذا الفصل ما كتبه على التعب وماهيته في المذاكرة، وطرق التغلب عليه أو تقليل ضرره.
وفي الفصل الثالث بحث طريف في (تصريف الذاكرة) وطرق الحفظ، ويليه في الفصل الرابع بحث آخر في مثل طرافته في (طبيعة الدراسة والتفكير) والفصل الخامس بيان (طريقة المذاكرة) وهو بحث عملي لا يستغني عنه الطالب، وقد أفاض فيه المؤلف إفاضة أحاطت بالموضوع من أطرافه
وأجد نفسي ضنيناً بأن أترك باباً من أبواب الكتاب لا أكتب عنه كلمة، بل أجد نفسي ميالاً إلى أن انقل إلى القارئ منه نموذجاً لعله يعرف أي قول فيه وبأي أسلوب، غير أني أعود إلى نفسي فأذكر أنني إنما أنوه بكتاب رأيت فائدته، على صفحات مجلة قد لا تتسع لكل ما أريد ذكره من ذلك. ولكن لابد أن أنوه بالفصل الثامن الذي يعالج فيه المؤلف (الإصغاء وأخذ المذكرات) فإن هذا الفصل يسد حاجة ماسة عند طلبة المدارس ولا سيما طلبة الجامعة والمدارس العليا
وقد أضاف المعرب فصلاً بعد الفصل العاشر ألحقه بالفصل السابع وجعل موضوعه (كتب المراجعة في اللغة العربية). والحق أن هذا الفصل بحث عميق في تراثنا اللغوي والعلمي، وفق فيه المعرب كل التوفيق، وأصاب في أضافته كل الإصابة، وقد تناول فيه أمهات المراجع العربية بالوصف والتحليل فكان فصله دليلاً يرجع إليه من شاء المراجعة في تلك الأمهات ليهتدي إلى أيها شاء.
فأزف إلى الأستاذ المعرب إعجابي الذي لا حد له بذلك الكتاب وأرجو أن ينتفع به أبناؤنا في جهادهم العلمي، وأوصي من يطلع على كلمتي هذه من الأخوان أن يصفوه لمن حولهم