الآباء إدراكها حين يسترسلون في معارضة الحد من عجزهم عن إسعاده.
و (مل) يناقش أخيراً مدى حق الحكومة في تولي شئون الأفراد، فيرى أنه لا وجه لتدخل الحكومة للعمل لهم - حين يكون لطائفة منهم القدرة على إتقانه أكثر - أو لا يكون ذلك. ولكن من الخير أن يروض الأفراد أنفسهم على القيام به. أو حين يكون في اتساع اختصاص الحكومة ذهاب بالإتقان والتخصص، وهو هنا يميل إلى اللامركزية، وإلى توزيع سلطات الحكومة على المختصين والمهرة، على أن يظلوا خارج الحكم، فإن حشدهم للخدمة الأميرية يميت ملكاتهم، ويجعلهم أكثر استبداداً، والشعب أكثر عجزاً وخضوعاً، وانسياقاً إلى خدمتهم؛ فيموت العمل الحر. بل الواجب أن نجعل كل طائفة بحيث تصلح حكومة بذاتها. وأن نعود الأمة الاعتماد على النفس، ونخلق منها عناصر جديدة أبداً ولا نحتكر الواهب في طبقة منها؛ بل نعمل دائماً على تنشيط هممهم وحفز عزائمهم وإنماء كفايتهم؛ فإنما قيمة الدولة بأفرادها
وبعد: أرأيت كاتباً ينتصر للحرية ويدافع عنها بمثل هذه البراعة والقدرة، والتحمس والإقناع؟. . .