للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وبهاء

وكان طيب الله ثراه يحب التجويد في كلامه، وإذا بدا له خاطر في تغيير حرف أو كلمة من مقالة ذهبت للنشر أبرق إلى المجلة بوقف النشر حتى يأتي تصحيحه، وكان يسارع بالرجوع إلى الحق ويحمد من ينبهه إلى خطئه، وقراء الرسالة يعرفون ذلك. ومرة أشرت بكتاب خاص إلى نقلة من نقله، فكتب إليّ أن هذه النقلة ستحذف هي وأخوات لها. وكان إذا عملت له معروفاً يبدو وكأنه عاجز عن شكرك بكثرة ما يحاوله بأساليب مختلفة، ولكن بشعور صادق، وطالما أخجلني من ثنائه عندما نشرت مقالاً في جريدة الدفاع علقت فيه على (الإسلام الصحيح) بما أراه حقاً.

قبل سفره إلى مصر رأيته في القدس ضعيفاً متهدم الجسم، فشعرت بالخوف عليه، ثم سافر إلى مصر ولم أره، ثم جرى اختيار عضو فلسطين لمجمع اللغة العربية، وعجبنا بل شدهنا لذلك الاختيار العجيب، وسكت مدة وأنا في حيرة ودهشة، ثم رأيت أن من حق الأستاذ عليّ أن أكتب في هذا الموضوع، فكتبت كلمة أنصفته فيها ولم أطعن في العضو المنتخب، وهيأتها لأرسلها إلى الرسالة، ولكن يا للأسف في صباح ذلك اليوم الأغبر قرأت نعيه في الجرائد، فطويت الكلمة، وطويت ضلوعي على الحزن.

(اللد - فلسطين)

داود حمدان

<<  <  ج:
ص:  >  >>