للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وعلوم دين الله نادت جهرة ... هذا زمان فيه طي بساطي

وقال مجد الدين بن الخياط يصف شعارير زمانه - وهم كثر في كل زمان -:

وفي متشاعري عصري أناس ... أقل صفات شعرهم الجنون

يظنون القريض قيام وزن ... وقافية وما شاءت تكون

وبمناسبة ذكر الشعراء نسوق بيتين من أبيات لشهاب الدين أحمد الأنصاري يهجو منهم من يقترف ذنب المديح فقال:

مالي أرى الشعراء تكسب عاراً ... بهجائهم وتحملوا الأوزارا

مدحوا الأخساء اللئام فضيعوا ال ... أشعار لما أرخصوا الأشعارا

هذا مع العلم بأن قوماً من الشعراء ربئوا بأنفسهم عن المدح بل عن صناعة الشعر وفضلوا عليها حرفة متواضعة احترفوها. انظر إلى أبي الحسين الجزار يقول:

كيف لا أشكر الجزارة ما عشـ ... ت حفاظاً وأرفض الآدابا

وبها صارت الكلاب ترجيـ ... ني وبالشعر كنت أرجو الكلابا

وكثير من الشعراء نعى حظ الآداب ورثى لحال الشعراء وشكا انصراف الناس عنهموعن إنصافهم.

وكانت الصوفية قد وجدت في هذا العصر مراحاً خصيباً ورعى رطيباً، غير أنه - بلا ريب - اندس بين أهلها من ليس منهم فشابوها وعابوها:

فكان ذلك مثاراً للنقد القاسي المقذع. قال الأديب المؤرخ فتح الدين بن سيد الناس:

ما شروط الصوفي في عصرنا قط ... عاً سوى سنة بغير زيادة

وهي. . . . . . والسكر والسط ... لة والرقص والغنا والقيادة

وإذا ما اهتدى وأبدى اتحاداً ... وجميلاً من خلوة وإعادة

وأتى المنكرات عقلاً وشرعاً ... فهو شيخ الشيوخ ذو السجادة

ونختتم هذا الحديث بذكر أد أدباء العصر وهو الشاعر جمال الدين السلموني من شعراء العصر الغوري فقد وقعت بينه وبين قاضي قضاة عصره عبد البر بن الشحنة الحنفي، فتنة أوذي الشاعر بسببها، وليس هنا مجال تفصيلها وكان الشاعر قد هجا القاضي ونقده بقصيدة لاذعة مريرة رددها كل لسان وسارت بذكرها الركبان، وأبياتها إذا أغضينا النظر عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>