للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صاموا مع الناس ولكنهم ... كانوا لمن أبصرهم عبره

إن شربوا فالبئر زير لهم ... ما برحت والشربة الجره

لهم من الخبيز مصلوقة ... في كل يوم تشبه النشره

أقول مهما اجتمعوا حولها ... تنزهوا في الماء والخضره

ثم يصف العيد وتطلع الأبناء فيه إلى الكعك والنقل، ثم ما يدب من النزاع بينه وبين زوجته، وتدخل أخت الزوجة في هذا النزاع لمصلحة أختها، فهي بذلك تضرم نار العداوة بين الزوجين، وتهون شأن الزوج وتجري عليه زوجته، فتنتهي المأساة بأن تستقبل رأسه بآجرة. وهكذا ترى كيف يغشى الجهل بأصول الحياة وروابط الأسرة عيون أفراد الأسرة المصرية من قديم الزمان فلا يفهم بعضهم أن رابطة الأسر شركة تعاونية بل فرصة استغلالية وهكذا. ومما يشبه قول البوصيري في كتاب الدواوين، قول علاء الدين الواسطي يشكو قوماً إلى نائب السلطان بالشام قال:

يا نائب السلطان لا تك غافلاً ... عن قتل قوم للظواهر زوقوا

ما هم تجار بل لصوص كلهم ... فأمر بهم أن يقتلوا أو يشنقوا

وأراك لا تجدي إليك شكاية ... إلا لأنك حائط لا ينطق. . . الخ

وقال شهاب الدين الأعرج ينقد الأتراك والقبط ويذكر استئثارهم بالرزق:

وكيف يروم الرزق في مصر عاقل ... ومن دونه الأتراك بالسيف والترس

وقد جمعته القبط من كل وجهة ... لأنفسهم بالربع والثمن والخمس

فللترك والسلطان ثلث خراجها ... وللقبط نصف الخلائق في السدس

ونقد كمال الدين الإدفوي (٧٤٨) هـ صاحب كتاب (الطالع السعيد) حالة التعليم والمعلمين في عصره فقال:

إن الدروس بمصرنا في عصرنا ... طبعت على لغط وفرط عياط

ومباحث لا تنتهي لنهاية ... جدلاً ونقل ظاهر الأغلاط

ومدرس يبدي مباحث كلها ... نشأت عن التخليط والأخلاط

ومنها قوله:

والفاضل النحرير فيهم دأبه ... أقوال رسطاليس أو بقراط

<<  <  ج:
ص:  >  >>