نتيجة الحرية بعد إعلان الدستور أن امتدت الأقلام إلى تناول بعض الشخصيات التي كانت مشتركة في الحكم الاستبدادي فكان هذا إلى عوامل أخرى بينها الأستاذ سبباً في الانقسام بين العرب والأتراك، واستمر هذا النزاع إلى أن عقد مؤتمر العرب بباريس وكان من مطالبه جعل التعليم باللغة العربية وإشراك العرب في مناصب الحكم، وحدث في أثناء انعقاد هذا المؤتمر أن اتصل به رسل تركية، وأمكن الوصول إلى الاتفاق تحققت به بعض المطالب العربية وفي جملتها جعل التعليم في بعض المدارس باللغة العربية. على أن هذا الاتفاق لم يقض على المنازعات نهائياً، بل ظلت قائمة حتى نشبت الحرب العالمية الأولى.
وكان الأستاذ قد ذكر السامعين في بدء المحاضرة بما دل عليه تتبع نشوء القوميات في البلاد الأوربية من أن القومية كائن حي روحه اللغة ووعيه التأريخ؛ ويبدو أن الخيط الذي يربط هذه المحاضرة بتلك النظرية هو جهود المسيحيين العرب في مقاومة طغيان اللغات الأجنبية وتمسكهم بالعربية، ثم اهتمام العرب جميعاً باللغة العربية في حركاتهم ومطالبهم السياسية. والمتوقع أن الفكرة ستكون أكثر وضوحاً أو ستصل إلى نتيجتها في المحاضرة القادمة وهي (نشوء الفكرة القومية في البلاد العربية منذ الحرب العالمية الأولى حتى تكون جامعة الدول العربية).
عبث أدبي فني:
الملك بين يديك في إقباله ... عوذت ملكك بالنبي وآله
حر، وأنت الحر في تاريخه ... سمح، وأنت السمح في إقباله
يفديك نصرانيه بصليبه ... والمنتمي لمحمد بهلاله
يجدون دولتك التي سعدوا بها ... من رحمة المولى ومن أفضاله
فاروق جملها وزان بساطها ... عرش يلوذ الشعب تحت ظلاله
وكأن عيدك عيدها لما مشى ... فيها البشير ببشره وجماله
هذه هي الأغنية التي غنتها أم كلثوم ثلاث مرات في يوم عيد ميلاد جلالة الفاروق. وقدمها المذيع بقوله:(عيد الدهر، من شعر أحمد شوقي بك وغناء أم كلثوم) ولاشك أن المستمعين دهشوا. . . فما عيد الدهر؟ وما خطب شوقي؟ وما غَناء ذلك في الميلاد الملكي؟.
أنشأ شوقي قصيدة (عيد الدهر) منذ قرابة أربعين عاماً، منح بها الخليفة العثماني محمد