رشاد الخامس، وأشاد فيها بمدينة الآستانة. وقد أخذت من هذه القصيدة الأبيات السابقة التي غنتها أم كلثوم، وليست كل هذه الأبيات من تلك القصيدة، ففيها بيت وربع بيت من نظم غير شوقي، وبيان هذا كما يلي:
أخذ من القصيدة أربعة أبيات بنصها، ثم قصد إلى بيت في القصيدة يعبر فيه الشاعر عن ولوعه بالآستانة، وهو:
في كل عام أنت نزهة روحه ... ونعيم مهجته وراحة باله
فحُذف قوله:(في كل عام أنت) ووضع مكانه: (يا جنة الوادي) وجيء بعد هذه (العملية) ببيت (من الخارج) ثم ختمت الأغنية ببيت من أصل القصيدة وهو: (وكأن عيدك الخ).
ولاشك أنك - وقد علمت كيف تم (إخراج) هذه الأغنية - قد تحولت دهشتك إلى العجب من هذا الصنيع والسؤال عن الحكمة في هذا التحوير والتبديل! أليس هناك غير شعر شوقي؟ لقد فاضت قرائح الشعراء ليلة ميلاد الملك، وما زالت القرائح تفيض مستمدة من معين حبه، أفما كان يغني بعض شعرهم عن هذا الموقف المخجل أمام التاريخ!
وبعد فنحن أمام طريقة جديدة أصدق ما توصف به أنها عبث أدبي فني. وما كان يليق أن يقع ذلك في هذه المناسبة السامية.
الخطابة في مهرجان الشباب:
دعت الإدارة العامة للثقافة بوزارة المعارف يوم الثلاثاء لفيفاً من الصحفيين والأدباء إلى حفل أقامته بإدارة خدمة الشباب لاختبار المتقدمين إلى مباراة الخطابة، وهي إحدى مباريات المهرجان الأدبي والفني الذي تنظمه الإدارة لمناسبة عيد الميلاد الملكي.
انعقدت لجنة التحكيم، وهي مكونة من الأستاذ العقاد والأستاذ توفيق دياب والأستاذ توفيق الحكيم والدكتور إبراهيم ناجي والدكتور محمد صلاح الدين، وقبل أن تبدأ في الاختبار وقف الأستاذ محمد فريد أبو حديد بك المدير العام للثقافة بوزارة المعارف، وألقى كلمة تحدث فيها عن قلق الشباب وحيرته وعام يدل عليه هذا القلق من الحيوية والاستعداد، ووجوب استغلاله في التوجيه والإرشاد. وقال إننا نريد بهذا المهرجان وغيره أن نكشف مواهب الشباب لنشجعها وننميها، وأشار إلى ما تعتزمه الإدارة من إنشاء نواد صيفية للشباب تتوافر فيها الوسائل المختلفة لتنمية المواهب الأدبية والفنية وغير ذلك مما يستغل