إي والله، هكذا يدعي الأستاذ محمود يوسف الأمين بدار الكتب المصرية في كتاب له بهذا الاسم أصدره في هذا الشهر وحشده بصورة عارية آثمة، وهي طعنات في صميم الأخلاق والفضيلة. ولست أدري، والله، كيف يجرؤ رجل له خلق ودين على أن يحمل هذا الكتاب إلى بيته؛ فيراه أخ له أو ولد، فتثور في نفسه أحط الغرائز، وأخبث النزعات؛ أو تراه أخته، أو بنته، أو زوجته فتتعرض لامتحان لئيم وضيع لا نستطيع تحديد آثاره أو أخطاره.
الواقع أن كثيراً من كتابنا وأدبائنا قد جاروا المرأة المعاصرة في حريتها وانطلاقها فسوغوا لها الآثام، وشجعوها على الإجرام وزينوا لها ما أتت من مقابح ومآثم، على الشواطئ، وفي الملاهي والمراقص والمواخير والحفلات الماجنة الداعرة. بل حاول بعضهم في خبث وإجرام أن يلتمسوا لحرية المرأة وانطلاقها على وجهها شواهد من ماضي الإسلام؛ فحرفوا الكلم عن مواضعه، وأخطأوا في التأويل عن عمد أو عن غير عمد. وقد آن الأوان لكي يتنبه إلى تلك المشكلة أحرار الرجال وقادة الفكر والإصلاح الاجتماعي في الشرق الإسلامي؛ فإن حالة المرأة اليوم هي مشكلة المشكلات في عصرنا الحاضر؛ لأن المرأة قلب المجتمع، والقلب كما يقول محمد العظيم عليه الصلاة والتسليم: مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله!. . .
ولو أننا عرّفنا المرأة رسالتها في الوجود، وقصرناها عليها رغباً أو رهباً، ومنعناها من الميادين التي لا تصلح لها لسعدت النساء، وسعد الرجال، وصلح الحال!. . .
ولكن ماذا نفعل وقد قيض الله المرأة الشرقية المسكينة من قرناء السوء، وشياطين الإنس، وأبالسة البهتان، من يغرها ويخدعها ويكذب عليها ويتقرب إليها؛ لا ليسعدها، بل ليقضي على البقية الباقية من شرفها وعرضها.
حسبكم عبثاً أيها المؤلفون، وأنقذوا المرأة من هذا المنحدر، واذكروا أنكم رجال!. .