١٩٣٧ - خطأ الذين يؤثرون الأعجمي الشائع على ما لم يتداول في الاستعمال من فصيح اللفظ العربي، وفند هذا الرأي الفائل إذ يقول: وليس يذهب عنا في هذا المقام أن ننبه هؤلاء إلى أن لغتنا قد تخلفت دهراً طويلاً عن مواتاة العلوم ومسايرة كثير من أسباب الحضارة. فلو أننا آثرنا الأعجمي الدائر في كل ما يعرض لنا من هذا لأصبح الفصيح بين لغتنا أقل من القلة ولاستهلكته العجمة استهلاكاً بحيث لا يصح لنا وقتئذ أن نزعم أننا نتحدث بلسان العرب، وذلك هو البلاء العظيم. . . ومما ينبغي ألا يسقط من الحساب أنه لو ساغ لكل أمة أن تعدل عن اتخاذ الفصيح من لغتها لمثل تلكم الأسباب إلى الشائع على ألسنة أبنائها من المحرف والدخيل لاختلفت لغات الأمم العربية وما اجتمعت على هذه اللغة الكريمة، وهذا في الوقت الذي يدعو فيه المصلحون الصادقون إلى توحيد الثقافة في العالم العربي بأسره بحيث إذا استقلت كل أمة بأرض وطنها فإن العربية تظل لها جميعها الوطن العام على تطاول الأزمان.
وفي كلمة العلامة المستشرق (الأستاذ جب) عضو المجمع - وصف للعلاج الناجع الذي يتوقف عليه نجاح المجمع في تأدية وظيفته نحو العالم العربي حيث يقول. وإن تجاربنا في سنتي الطفولة (يقصد تجارب المجمع في السنتين اللتين مرتا عليه منذ أنشئ) - قد برهنت على أن نجاح المجمع في تأدية وظيفته نحو العالم العربي يتوقف على استعدادنا لسلوك طريق طويل المدى دارس العالم - طريق الاكتشاف والتوسع وهو طريق لا يسلك إلا بشيء من الجرأة، ولا يسلم من الضلالة فيه إلا من استعد له بكامل العدد.
ويقول: ولن يتحقق صعوبة وظيفة المجمع في القرن بين تيار الجديد وتراث القديم إلا من جربها، فويل للغة مصادرها ومعجماتها دون الشعور الحي للناطقين بها. وويل أيضاً للغة ينطق ويكتب الناطقون بها طوع أهوائهم ويضربون بمعجماتها عرض الأفق.
فإذا كانت التجارب قد دلت على أن نجاح المجمع في تأدية وظيفته نحو العالم العربي متوقف (كما يقول الأستاذ جب) على الاستعداد بكامل العدد لسلوك طريق الاكتشاف والتوسع في اللغة حتى يأمن سالكو هذا الطريق من التردي والضلالة فيه، وإذا كان من أهم هذه العدد العلم بقواعد اللغة نحوها وتصريف كلماتها ومعرفة أحوال تراكيبها وتذوق أساليبها ومعاني النظم فيها، والإحساس بما بين نظم ونظم من فرق وتفاوت في الحسن