يسمون الأشياء بأسماء أضدادها فيسمون الإفساد إصلاحاً واستعباد الأمم حرية)! قالت: إن هذا الإصلاح قد يكون بين ضروب الرقي العديدة (التي تمت منذ ولي الملك فاروق العرش) - أبعدها أثراً على الإطلاق. وقالت: إن من العوائق العظيمة لنشر العلم ومن ثم لتحقيق التقدم الاجتماعي في شتى النواحي هو الاختلاف الكبير بين العربية الفصحى واللغة العامية مما جعل ملايين من الناطقين بالضاد لا يستطيعون فهم اللغة الفصحى فضلاً عن قراءتها وكتابتها.
فاللغة العربية في نظر المانشستر جارديان، ومن ينفخ في بوقها من دعاة الاستعمار هي سبب انحطاط العرب وتأخرهم في العلم وفي التقدم الاجتماعي في شتى النواحي. وهذا الذي تذيعه هذه الجريدة وغيرها من جرائد الاستعمار هو ما يتقوله عداة اللغة العربية ودعاة العنصرية في مصر على هذه اللغة الكريمة من المثالب والأكاذيب ليكرهوها إلى أهلها فهم يقبحون منها كل ما حسن، حتى ليودون أن يستبدلوا بحروفها الرشيقة الجميلة حروفاً أفعوية لاتينية ليقيموا بذلك حداً منيعاً يحولون به بين الأجيال المقبلة من أبناء الأمم الإسلامية وبين تراث أسلافهم العلمي، وليقطعوا الصلة بينهم وبين كتاب الله الكريم فلا يهتدوا بنوره ولا يقتدوا بهداه.
فهل ما ينادي به معالي وزير المعارف في دار المجمع وما يدعو إليه من تجاوز اللغة العربية إلى اللغة الإقليمية العامية، وما يردده دعاة السوء من وجوب أقلمة اللغة وتمصيرها، وتبسيط قواعدها وتلتين حروفها هو الذي تعنيه جريدة المانشستر من إصلاح النحو في مصر؟
وهل هذا هو الغرض من إنشاء مجمع فؤاد للغة العربية؟
قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا ... ثم القفول فقد جئنا خراسانا