فعلاً لهم؟ أهم أولئك العلماء الذين استعدوا بكامل العدد ليأمنوا من الضلالة في طريق الاكتشاف والتوسع في اللغة، وأولئك الكتاب والناطقون باللغة، الذين يلتزمون قوانين اللغة وقواعدها ويرجعون إلى معجماتها فيما يكتبون وينطقون كما يشترط الأستاذ جب؟ أم هم هؤلاء الذين ينطقون ويكتبون طوع أهوائهم ولا يستطيعون تقديم ألسنتهم، والذين أنذر الأستاذ اللغة شرهم وتوعدها بالهلاك والويل منهم؟
يقول معالي الوزير إننا لا نستطيع أن ننكر على أي جيل حقه في أن يساهم في صنع لغته وفي أن يبتدع من الألفاظ ما يفي حاجته ويتمشى مع حضارته
فالمجتهدون في اللغة إذا في عرف وزير المعارف - هم أولئك الذين يتقبلون كل ما يفد عليهم من دخيل اللفظ، وتلوك ألسنتهم كل ما يسهل عليها من عابر القول من غير معيار ولا قاعدة.
هؤلاء هم المجتهدون في اللغة العارفون، وهؤلاء هم صنعة اللغة الحاذقون، ومبتكرو ألفاظها ونظمها والمبتدعون، وما يصدر عن هؤلاء من عابر القول، وما يتقبلونه مما يفد عليهم من متشرد الألفاظ الأعجمية فهو اللغة الفصحى التي اجتمعت عليها الأمة، والتي يجب على المجمع القائم أن يرصدها في سجلاته ويسجلها في اجتماعاته لحساب اللغة الجديدة الإقليمية، التي يراد إحلالها محل اللغة العربية، وتسجيتها ببردها وتسميتها بإسمها.
لقد اتضحت إذاً مهمة المجمع وعرف أن مهمته المطلوبة في عهده الجديد هي أن يسجل في دفاتره ما يرد إليه من بضاعة مزجاة من الألفاظ الأعجمية، ويضيفها لحساب اللغة الجديدة الإقليمية الدهماوية التي يراد بها إبعاد الأمة المصرية وإبعاد العرب عن لغتهم العربية التي هي رباط وحدتهم، ومنتدى جماعتهم.
ومهمة أخرى على المجمع أن يقوم بها، وهي كما وصفها معالي الوزير مهمة شاقة عسيرة، تلك المهمة هي أن ينصب المجمع للمولود الجديد الأنصاب ويتلمس له العلل والأسباب التي تصله بأسباب الوجود، وتكفل (لا قدر الله) له الحياة والخلود.
منذ أمد غير بعيد نشرت جريدة الأهرام نبذة لمراسلها الخاص بلندن اقتبسها من الفصل الافتتاحي الذي عقدته جريدة المانشستر جارديان عن إصلاح النحو في مصر، تضمنت هذه النبذة أن أدباء مصر يتوفرون على إصلاح النحو العربي. وقالت (بلغة المستعمرين الذين