و (الست) فالسيدة عربية والست عربية أيضاً ولكننا حين نبحث في القاموس لا نجد لفظة (الست) مع أننا نعلم أن من بين نساء العرب من تسمى بـ (ست الكل) و (ست الملك).
وقال منصور فهمي باشا:(لقد عثرت على كلمتي (جواني) و (براني) الدارجتين في اللغة العامية وأصبحت أستعملهما في الفلسفة).
والمتأمل في هذا الموضوع يجد له ناحيتين: الأولى البحث عن الكلمات العامية المنحرفة عن الفصحى وردها إلى أصلها. وهذا عمل صالح من غير شك، فنحن ورثة اللغة العربية وسلائل العرب، وأكثر ما يجري على ألسنتنا له أصول وجذور في لغة أجدادنا، ولست أرى جريه على الألسنة ابتذالاً له، بل هو يكسبه ظلالاً وأطيافاً نستطيع أن نجمعها إلى الفصاحة برد الكلمة إلى الفصحى. والناحية الثانية أخذ كلمات من العامية لمعان لا نجد لها في العربية ألفاظاً تفي بدقة التعبير وفاء تلك الكلمات العامية. ويمكن رد هذه الناحية إلى الأولى وإقفال هذا الباب المؤدي إلى خطر العجمة. وهنا تظهر فائدة الدراسة التي قال بها فريد بك، فإننا نستطيع بها تعرف الأصل العربي لكثير من الألفاظ العامية فنقضي بها حاجات التسمية والتعبير، وترجع إلى أمها الفصحى كما يرجع الغائب إلى أهله.
ونأخذ مثلاً هذه الألفاظ التي مثل بها حضرات أعضاء المجمع فكلمة (عينة) التي رأى المجمع صياغتها عربية فوافق عليها كان يمكن إقرار كلمة (عينية) بدلها، فهذه مصدر مصنوع من كلمة (عين) بمعنى نفس الشيء، وهي نص في المعنى المطلوب، ولا حاجة مع هذا إلى التخريج الذي لجأ إليه المجمع في كلمة (عينة) وما أرى (المحندأ) إلا مأخوذاً من (حندوقة العين) وهذا الأخذ مبني على تشبيه الشيء (المحندأ) بالحندوقة في الجمال والصغر والاستدارة. وما أرى (المبهوأ) إلا من (البهو) بما يدل عليه من السعة وبعثرة الأثاث في جوانبه. أما (الست) فهي كلمة مولدة بالتحريف عن (السيدة) وقد وردت كثيراً في كلام المتأخرين، وأما (جواني) و (براني) فقد أوردهما الصرفيون في المنسوب على غير قياس.
هذا وقد قرر مؤتمر المجمع إحالة ذلك البحث إلى لجنتي (اللهجات) و (الألفاظ والأساليب)، ومما يذكر أن اللجنة الثانية أنشئت أخيراً في المجمع، أما لجنة اللهجات فهي موجودة منذ إنشائه، ولم تنجز شيئاً إلى الآن، وأرى أنها تستطيع أن تثبت وجودها وفائدتها بتنظيم