بغير ذلك من جزالة اللفظ ووفرة المعنى والاستعارة والخيال، ولكني آخذ عليه قوله:
نسي الشعر في صراع الرزايا ... رنة الكأس والغزال الأغنا
شغلته مآتم ونعوش ... عن هوى زينب وعن وعد لبنى
فإن مجرد ذكر الكأس المرنة والغزال الأغن وهوى زينب ووعد لبنى - لا يتفق والمقام
وبعد قصيدة الجارم بك ختم نائب الرئيس الحفل بشكر الحاضرين.
المحندأ والمبهوأ:
اتخذت إحدى المجلات من هاتين الكلمتين مقرونتين بالجمع اللغوي، عنواناً وموضوعاً للتفكهة، لما يبدو بين الكلمتين العاميتين وبين مجمع اللغة العربية من المفارقة والغرابة، وطاب للمجلة - على أسلوبها - أن تتندر بأن أعضاء المجمع يدعون إلى استعمال بعض الألفاظ العامية دون اعتبار لما ورد في المعاجم من فصيح اللغة، وأوردت بعض أقوالهم في ذلك.
وحقيقة الأمر أن مؤتمر المجمع كان يناقش البحث الذي قدمه إلى الأستاذ محمد فريد أبو حديد بك في (العامية الفصحى) والذي يرى فيه وجوب دراسة اللغة العامية لأنها لغة قائمة في حياتنا دراسة تعين على تعزيز الفصحى ببعض الكلمات العامية المحرفة عن العربية، وذلك بردها إلى أصلها، لأن هذه الكلمات يجعلها شيوعها محاطة بهالة تحدد معناها، فيكون ذلك كسباً كبيراً للغة الفصحى.
وقال الأستاذ أحمد أمين بك في مناقشة هذا الموضوع:(تستعمل اللغة العامية كلمات لها معان محددة لا نستطيع التعبير عنها في الفصحى تعبيراً دقيقاً، فقد عرضت على المجمع من قبل كلمة فترجمت بـ (نموذج) إلا أن هذه الترجمة ليست دقيقة في أداء المعنى وأن كلمة (عينة) العامية ندل على هذا المعنى دلالة تامة. وقد رأى المجمع أن صياغتها عربية فوافق عليها. وإذا قال العامة (بيت محندأ) أي ضيق في جمال، و (بيت مبهوأ) أي واسع في غير نظام فإن الدلالة العامية أدق من الدلالة العربية وهي ضيق وواسع، فلو وجدنا أنفسنا في حاجة إلى مثل هذه الكلمات وليس في الفصحى ما يطابق معناها مطابقة دقيقة فلا مانع من إدخالها في اللغة العربية بعد ردها إلى الصيغ العربية).
وقال الدكتور طه حسين بك (في العامية ألفاظ عربية فصيحة تغير النطق بها مثل (السيدة)