غير أن هذا الذي يعتبره الأستاذ أبو ماضي مفهوماً لا خلاف فيه ليس هو كل شئ في الموضوع
فقد جاء في اللسان: الغوغاء، الجراد إذا احمر وانسلخ من الألوان كلها، وبدت أجنحته. . . الجراد أول ما يكون سروة، فإذا تحرك فدباً قبل أن تنبت أجنحته، ثم يكون غوغاء وبه سمي الغوغاء، والغاغة من الناس. وهم الكثير المختلطون. . يذكر ويؤنث، ويصرف ولا يصرف. . . فمن صرفه وذكره جعله بمنزلة قمقام والهمزة بدل من واو، ومن لم يصرفه جعله بمنزلة عوراء. قال أبو العباس: إذا سميت رجلاً بغوغاء فهو على وجهين: إن نويت به ميزان حمراء لم تصرفه، وأن نويت به ميزان قعقاع صرفته.
وجاء في تاج العروس: الغوغاء الجراد، يذكر ويؤنث، ويصرف ولا يصرف، هو أولاً سروة، فإذا تحرك فدباً، فإذا نبتت أجنحته فغوغاء. كذا في التهذيب.
وقال الأصمعي: والغوغاء الكثير المختلط من الناس، سموا بغوغاء الجراد على التشبيه.
وفي نوادر قطرب: مذكر الغوغاء أغوغ، وهذا نادر غير معروف. ومما تقدم نرى أن كلمة غوغاء تذكر وتؤنث وتصرف ولا تصرف وأن همزتها مختلف فيها بين أن تكون منقلبة على الواو وبين أن تكون للتأنيث.
وبالغ قطرب فاعتبر الكلمة مؤنثة بلا نزاع، واخترع لها مذكراً! هذا هو حكم اللغة ورأي علماء اللغة، فلا حرج على ابن السبكي إذا أنث (الغوغاء) في طبقات الشافعية، ولا تثريب على فقيد العربية النشاشيبي إذا نقل ذلك بلا تعقيب.
برهان الدين الداغستاني
(لن) لا تقتضي تأكيداً ولا تأييداً:
قرأت بإعجاب ما كتبه الأستاذ إبراهيم زكي الدين بدوي معقباً على كلام صاحب المعالي عبد العزيز فهمي باشا
غير أنه قد استرعى انتباهي في كلام معاليه هذه العبارة (ولن كما يقرر النحاة هي أشد أدوات النفي للمستقبل إذ تنفيه نفياً باتاً فالقرآن يسجل بصريح العبارة أن الاستطاعة