للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بكر العاذلون في وضح الص ... بح يقولون لي أما تستفيق

ويلومون فيك يا ابنة عبد الله

و ... القلب عندكم موهوق

لست أدري إذ أكثروا العذل فيها ... أعدوٌّ يلومني أم صديق

إلى أن بلغ قوله:

ودعوا بالصبوح يوماً فجاءت ... قينه في يمينها إبريق

قدمته على عقار كعين الدي ... ك صفى سلافها الراووق

مرة قبل مزجها فإذا مزج ... ت لذ طعمها من يذوق

وطَفا فوقها فقاقيع كاليا ... قوت حمر يزينها التصفيق

ثم كان المزاج ماء سجاب ... لا صر آجن ولا مطروق

فطرب هشام ثم قال أحسنت يا حماد ثم قال اسقيه يا جارية فسقته حتى ثمل، ثم قال يا حماد سل حاجتك. فقال كائنة ما كانت؟ قال نعم. قال إحدى الجاريتين. قال هما جميعاً لك بما عليهما وما لهما. وأنزله في داره، ثم نقله من الغد إلى منزل أعده له فوجد فيه الجاريتين وما لهما وكل ما يحتاج إليه، وأقام عنده مدة ووصله بمائة ألف درهم

وصاحب هذا الحديث هو حماد نفسه، وحماد من الأشخاص المتهمين كما قلنا، ونحن في وضع لا نستطيع فيه تصديق هذه الرواية التي تحمل طابع الدعاية والإعلان، وهل خلت الأرض من رواة غير حماد ومن أناس لهم إلمام بالشعر؟ وهل أمن الخليفة من كذب حماد عليه ومن نظم قصيدة في الحال على الوزن والقافية وهو صاحب أكبر معمل من معامل صنع الشعر؟ وهل يعقل صدور ذلك من الخليفة هشام بن عبد الملك مع ما عرف عنه من الجد والإمساك والانصراف إلى السياسة والعمل وعدم شرب المسكرات ولكنها قصة من القصص التي كان يروجها هذا الراوية (حماد). . .

(للكلام صلة)

الدكتور جواد علي

<<  <  ج:
ص:  >  >>