متوسماً أمره، وجذب عبد العليم كراسة من درج بدكانه، وجعل يسمع فريد بك أشعاره. . .
فاز الأستاذ عبد العليم في المباراة بقصيدتين هما (من ليالي البحيرة) و (ليلة في حان) وقد ألقى الأولى في المهرجان، وأولها:
قلت لي لما تلاقينا على شط البحيرة
في مساء رائع الفتنة موفور المسرة
كلما حاولت أن أنساه لا أذكر غيره
يا حبيبي ابتسم الدهر لنا
فتعال نجتني زهر المنى
لا تقل لي في غد موعدنا
نحن لا نملك إلا يومنا
ويقول في القصيدة الثانية (ليلة في حان):
يا ابنة الحان هفا قلبي إليك ... فاتركيه يحتسي من خمر ثغرك
طاف بالدنيا وأمسى في يديك ... ظامئاً لا يرتوي إلا بخمرك
فدعيه يحتسي حتى الصباح
من جني الكرمة والحسن المباح
يا ابنة الحان دنا الفجر ولاح
وأنا لا أرتجي عنك رواح
على أن التمثيل بأجزاء من هاتين القصيدتين لا يعطي فكرة صحيحة لقيمتهما، فكل منهما ذات وحدة وخيال متصل.
شاعر من الجنوب:
وقد فاز في مباراة الشعر شاب من إخواننا السودانيين هو الشاعر إدريس محمد جماع، وهو طالب بكلية دار العلوم، ومن قصيدته يصف النيل حين يغضب:
إذا الجنادل قامت دون مسربه ... أرغى وأزبد فيها وهو غضبان
ونشّر الهول في الأجواء منطلقاً ... وكان في كل صوب منه بركان
فحول الصخر ذراً في مدارجه ... فبات وهو على الشطين كثبان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute