(ميزان الحكمة) على هذا الوجه الذي طالعنا به مكتب الشروق للطباعة والنشر، فأنا على ثقة أن عناية كبيرة بذلت في سبيل إخراج هذا المخطوط الذي تلفت منه كثير من الصفحات، والذي فقد منه فوق ذلك جزء ليس بالقليل. فإن الفصول الثلاثة الأولى من الباب الثاني من المقالة الخامسة مفقودة، وقد أشار الناشر إلى ذلك في ذيل صفحة ١٠٧. أما الباب الثالث من هذه المقالة فلم أقف له على أثر في موضعه من الكتاب ولم أجد المحقق أشار إلى ذلك، بل وصل ما بين البابين الثاني والرابع من غير تعرض لهذا الباب المفقود.
على أن إخراج المخطوطات يجب أن يرجع فيه إلى أكثر من مخطوط واحد حتى تتم المقابلة بين النسخ الخطية من الكتاب على أتم الوجوه. ولكن هذا العمل قد يعني القائمين به ويرهقهم من أمرهم عسراً. ولكن العسر في سبيل التحقيق العلمي هو وسيلة يهون عندها الوصول إلى أنبل الغايات؛ وهي إظهار النص على حال لا يبعد به عن أصله الذي أراده له مؤلفه. ولا يلجأ إلى المخطوط الواحد إلا حين تنعدم من العالم نسخ خطية أخرى. فهل كان الشأن كذلك حين نشر الأستاذ جميعان هذا الكتاب عن نسخة خطية واحدة؟
يقول الأستاذ قدري حافظ طوقان في التصدير الذي قدم بين يدي الكتاب (إن قنصل روسيا في تبريز عثر صدفة في منتصف القرن الماضي على هذا الكتاب (كتاب ميزان الحكمة) ويقول في موضع آخر: (وأخيراً توفق الأستاذ فؤاد جميعان في الحصول على مخطوط لميزان الحكمة فنقله مع شئ من الشرح والتعليق) ويقول الأستاذ جميعان ناشر الكتاب في صفحة ١٧: (وربما كانت النسخة التي بين أيدينا هي تلك النسخة الموجودة في فارس إذ لم أستطع أن أتبين تاريخها وذلك التشويه الكبير الذي ألم بها). ويقول أيضاً في الصفحة نفسها:(لكن المستشرق الألماني ويدمان يذكر أن نسخة منه موجودة في أحد جوامع بمباي في الهند).
هذه خلاصة قصة هذه المخطوطة كما ذكرها الناشر ومقدم الكتاب، وليأذن لي الأستاذان الفاضلان أن نسخة خطية من هذا الكتاب توجد في (الخزانة الآصفية) وهي خزانة عامة (تحت نظم الدولة الآصفية) بالهند. واسم الكتاب مذكور في فهرس الخزانة جـ١ ص١٢٥ كما ورد في كتاب (تذكرة النوادر) المطبوع في حيدر أباد الدكن والذي أخرجته جمعية