دائرة المعارف العثمانية سنة ١٣٥٠هجرية. - راجع التذكرة ص١٦٦ وهذا المخطوط كما وصفته التذكرة بمقالاته الثمان - هو الذي نشره الأستاذ جميعان. ومعنى هذا أن من هذا الكتاب نسختين خطيتين كان أولى بالناشر أن يحصل على ثانيتهما بطريق التصوير مثلاً؛ فربما كانت هذا النسخة الآصفية أكثر ضبطاً وأكمل صفحات وأسلم من التلف. وبهذا كان يتجنب هذا الفراغ الكبير الذي تركه في الكتاب المطبوع معتذراً بتلف الأوراق أو فقدانها.
أما النسخة التي يذكر المؤلف أن المستشرق الألماني ويدمان يقول إنها موجودة في أحد جوامع بمباي في الهند فقد وقفت طويلاً عند ذكرها وأطلت الوقوف. . . ويظهر أنها مقالة أو أكثر من مقالات (ميزان الحكمة) نسخت في ربيع الآخر سنة ٥٨٥ بساحل بحر عمان في موضع نفال أي بعد حياة الخازن ببضع عشرات من السنين. ولكن (تذكرة النوادر) ومؤلفها أحد علماء الهند المعاصرين يذكر أن بين مخطوطتي الآصفية وجامع بمباي اختلافاً في عبارتهما وإن كان يذكر على سبيل الاحتمال أن الكتابين شئ واحد.
ويذكر الأستاذ قدري حافظ طوقان شيئاً عن ترجمة الخازن في الكلمة التي عنونها بهذا العنوان؟ (من هو الخازن مؤلف هذا الكتاب؟). والحق أنها كلمة لا يسمو بها الإيجاز والاقتضاب أن ترتفع إلى مرتبة التعريف بعالم طبيعي من علماء المسلمين. ولو أنه نقل ما كتبه البيهتي في كتابه (تاريخ حكماء الإسلام) الذي حققه الأستاذ محمد كرد علي بك لأضاف إلى التعريف بالخازن شيئاً عن زهادة هذا العالم الجليل وعفة نفسه وجمال خلقه (ونقاء جيبه عن الأطماع الخسيسة). كما يذكر المؤرخ (ظهير الدين) في كتابه صفحة ١٦٢.
ويظهر لي - والله أعلم بالسرائر - أن الأستاذ الناشر أراد أن يخرج كتاب الخازن على أي وجه. . . وأن الأستاذ طوقان أراد - أو أريد له - أن يقدم الكتاب على أي وجه. . . فخرج الكتاب وظهرت المقدمة. . . ولكن الكتاب لم يُظهر لنا (ميزان الحكمة) على أصله وحقيقته؛ ومقدمة الأستاذ طوقان لم تظهر لنا (الخازن) الحكيم العربي على حقيقته. فإن الأستاذ طوقان يعلي من قدر (الخازن) إلى حد خشي معه أن يتوهم القارئ أن في ذلك انتقاصاً من قدر العلماء الأوربيين: (تورشلي) و (بسكال) و (بويل). وما هناك بأس أن ننصف آباءنا العرب حين تجب النصفة. ولكن ماذا يقول الأستاذ طوقان في أن مقدمته