العرب يسلمون حالاً ويخنعون. وما عتموا إن رأوا أن دون التنفيذ خرط القتاد. وأن الأمر الواقع هو العكس.
تطاولوا على العرب كما تطاولوا على الإنجليز. ولكنهم ما لبثوا أن رأوا أن العرب لا يستخذون لهم كما يستخذي الإنجليز بل كالوا لهم الصاع صاعين. فزعوا وجعلوا يستغيثون بالقوة الإنجليزية لكي تحميهم من العرب.
أين السبعون ألف هاجانة الذين طلبوا للعالم بهم؟ لم يظهر من السبعين ألفاً سبعون صعلوكاً. وأخيراً اعترفوا في الأسبوع الماضي أن عندهم ثلاثة آلاف وخمس مئة، وسيجندون عشرة آلاف آخرين ثم ١٥ ألفاً! هذا ما يدعونه الآن وهم كاذبون.
وهكذا على الرغم من انفضاح كذبهم ما زالوا يخدعون العالم بقوتهم الوهمية وبضعف العرب الذي يزعمونه. فلماذا إذن يستغيثون بهيئة الأمم وبمجلس الأمن وبأمريكا كلها لكي ترسل لهم قوة بوليسية لكي تنفذ التقسيم؟ وما هي وظيفة الهاجاناه إذن؟
ولكن ليس لمجلي الأمن بوليس دولي ليقوم بدور التنفيذ. وما من أميركي أو غير أميركي يبعث إلى فلسطين لكي يوطد دولة يهودية وما من أحد ممن صوتوا لقرار التقسيم يتجاسر أن يطلب من دولته أن تساهم بقوة عسكرية لتنفيذ التقسيم بل أن كلا منهم يقول: لقد أعطيناكم أصواتنا , أفلا تكفي؟ والآن تطلبون جنودنا أيضاً! ما هو فضلكم على البشرية؟ حكمنا لكم بنصف فلسطين. فخذوه إن كنتم قادرين.
إني أراهن على أن مجلس الأمن لا يستطيع أن يحصل على جندي واحد لكي يرسله إلى فلسطين لأجل زرقة عيون الصهيونيين وشقرة وجوههم وصفرة شعورهم. كما إني أراهن على أن لجنة الدول الخمس لن تأتي إلى فلسطين لكي تنفذ التقسيم. لأنه ما من أحد منهم بائع دمه جزافاً لأجل خاطر كوهين وليفي وشارول وإضرابهم.
إن الصهيونيين الماكرين خدعوا ترومان وأمثاله من أنصار التقسيم بأكاذيبهم في جرائدهم ودعاياتهم لكي يوهموا أن عندهم سبعين ألفاً من الهاجانة وكذا ألوفاً من الإرهابيين مدججين بالسلاح الحديث، وأن العرب تنقصهم الشجاعة والسلاح والإنفاق فلا يمكن قرار التقسيم حتى يخروا ساجدين مستسلمين للأمر الواقع.
طالما طلبوا وزمروا بهذه الدعاية حتى تجاوبت أصداؤها في أقاصي الدنيا، وصدقهم سذج