للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وذات يوم كنا نتجاذب الحديث على شاطئ دجلة مع نفر من كرام رجال التعليم في الموصل، فاخبرني الأستاذ الصديق السيد عبد النافع حكيم أنه قرأ - فيما قرأ - أن كتاب شرح مشكلات أبي تمام هو للمرزوقي، ويغلب على الظن أنه قرأ هذا في مقدمة أخبار أبي تمام للصولى الذي نشرته لجنة التأليف والترجمة والنشر في القاهرة.

ولما رجعت إلى مقدمة أخبار أبي تمام للصولى، وجدت أن الناشرين ذكروا فيها أن للمرزوقي كتاباً باسم شرح المشكل من شعر أبي تمام، وأن في مكتبة الجامعة المصرية صورة شمسية من هذا الكتاب مأخوذة عن أصل محفوظ في الأستانة.

والى هنا استطعت أن أمسك بأول الخيط في سبيل معرفة مؤلف هذا الكتاب، ولكن لا سبيل إلى المضي في البحث أو الجزم بنسبة كتابنا الذي بين أيدينا إلى المرزوقي حتى نرى نسخة الجامعة المصرية، ونقارن بينها وبين نسختنا لنعرف هل هما كتاب واحد أم لا؟ فلنترك هذا الآن لنبحث عن المرزوقي هذا من هو؟

يقول ياقوت الحموي في إرشاد الأريب - ج٥ ص٣٤ - ٣٥ - : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي، أبو علي بن أصبهان كان غاية في الذكاء والفطنة وحسن التصنيف وإقامة الحجج وحسن الاختيار. وتصانيفه لا مزيد عليها في الجودة، وكان قد قرأ كتاب سيبويه على أبي علي الفارسي، وتتلمذ له بعد أن كان رأساً بنفسه، وله من الكتب: كتاب شرح الفصيح، كتاب شرح أشعار هذيل، كتاب الأزمنة، كتاب شرح الموجز، كتاب شرح النحو؛ ثم ينقل ياقوت عن الأبيوردي أن المرزوقي كان يتفاصح في تصانيفه كابن جني، وأنه كان معلم أولاد بني بويه باصبهان، ودخل عليه الصاحب بن عباد، فما قام له، فلما أفضت الوزارة إلى الصاحب جفاه.

ثم نقل عن ابن مندة أن المرزوقي توفي في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. هذه خلاصة وافية من ترجمة المرزوقي التي ذكرها ياقوت، ونقل السيوطي في بغية الوعاة بعض ما ذكره ياقوت من غير أن يزيد عليه شيئاً.

وقد لاحظت أن كتاب شرح مشكلات ديوان أبي تمام لم يذكر في كتبه التي أوردها ياقوت في إرشاد الأريب والسيوطي في بغية الوعاة.

ولما عدت إلى القاهرة في أواخر سبتمبر سنة ١٩٤٧ سارعت بالذهاب إلى مكتبة الجامعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>