على شجاعة عمر وعدله، وأنا أرى أن هذه القصة - وأن كانت برهاناً ساطعاً على شجاعة الفاروق - فإنها لا تحمل من معانيها أي شيء من العدل. . .
(هذا ما أردت أن أسألكم فيه. . . والسلام عليكم ورحمة الله.
فتحي زكي الحداد
بمدرسة شبين الكوم الثانوية
ولا شك أن سؤال الطالب النجيب له وجهه، أو له ما يسوغه؛ ومن مسوغاته على الأقل توضيح شيء في علم النفس، يتعلق بحياة ذلك الرجل العظيم، كما يتعلق بكل حياة.
فالتناقض لا يكون إلا في أختلاف الأثرين لصفة من الصفات في حالة واحدة، أو حالات متشابهة.
أما إذا اختلفت الحالات واختلفت الآثار، فلا تناقض هنالك على الإطلاق.
لأن الاختلاف يؤدي إلى الاختلاف، ولا يؤدي إلى اتفاق.
ورب عمل واحد يؤدي أختلاف مناسباته إلى أختلاف الحكم عليه، حتى الحكم عليه في إحدى المناسبات نقيض الحكم عليه في مناسبات أخرى.
فأنت تقدم الطعام إلى السائل الجائع فأنت محسن اليه وهو في مقام المحتاج إليك!
وأنت تقدم الطعام إلى صديقك فهو يسرك بذلك كما تسره، ولا تقف منه في هذه الحالة موقف صاحب اليد العليا من صاحب اليد السفلى، كما يقولون في مواقف الإحسان.
وأنت تقدم الطعام إلى أميرك فيشرفك أن يقبله ويستجيب دعوته، ويوشك أن يكون محسناً إليك بقبول طعامك، ولا تكون أنت المحسن إليه.
والعمل هنا واحد وهو تقديم الطعام.
ولكن أختلاف المناسبة هو الذي يوجب أختلاف الحكم عليه إلى هذا المدى الواسع من الاختلاف.
ونقترب من المثل في إسلام عمر فنقول: إن البطل الرياضي مخيف إذا وقف في حلقة المصارعة، لا يقترب منه كل مصارع إلا إذا أنس من نفسه القدرة على الصمود له والأمل في التغلب عليه.